توصف الانتخابات الرئاسية التركية التي انطلقت اليوم الأحد، أنها التحدي السياسي الأكبر للرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، بعدما تولى منصب الرئاسة التركية لأكثر من عقدين.
تحدي كبير لأردوغان:
يواجه الرئيس التركي رجب أردوغان، مصيراً حاسماً في هذه الانتخابات، خصوصاً بعد استطلاعات الرأي التي أكدت تقدّم منافسه كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري” عليه، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن مرشح المعارضة كليجدار أوغلو، يتقدم على إردوغان بنسبة 49.3 إلى 43.7 في المائة على التوالي، وفقاً لموقع TVP World التركي.
هذه الاستطلاعات لم تُبعد أردوغان، احتمال الفوز وذلك نتيجة اعتماده على أتراك الخارج وعلى السوريين المجنسين تركياً، وفي هذا الصدد لفتت قناة “الغد” الإخبارية إلى أن هذه الاستطلاعات لا تشمل أصوات 1.7 مليون تركي يقيمون في الخارج، ممن يصوتون بشكل عام لصالح أردوغان، وكذلك أفادت قناة “الشرق سوريا” بأن هناك عدد من السوريين الذين تمكنوا من التوصيت في الانتخابات وقدّموا أصواتهم لأردوغان، كما أكد الباحث السياسي التركي، إنسي أويكو، أنه “بينما يتوقع تراجع التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية في تركيا، على الأغلب ما تكون أصوات الجالية في الخارج لصالح حزب العدالة والتنمية الذي يتمتع بدعم كبير من المساجد التابعة لوزارة الشؤون الدينية التركية”.
تأثير هذه الانتخابات على علاقات تركيا الخارجية:
تعتبر هذه الانتخابات مهمة جداً ليست لتركيا فقط وإنما للشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، نظراً للحضور التركي في عدة ملفات مرتبطة بالغرب والشرق الأوسط، فأنقرة هي عضو بحلف الناتو، وتتوسط في صفقة حبوب وسط حرب أوكرانيا، تتوسط في صفقة حبوب وسط حرب أوكرانيا، إلى جانب غيرها من التطورات التي تطرأ على سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط، الأمر الذي برز بوضوح بتفعيل مسار التقارب السوري- التركي، وتحسّن العلاقات التركية- السعودية وغيرها من التفاصيل.
وفي هذا السياق، تؤكد التقديرات أن ميل كمال كليتشدار أوغلو نحو الغرب، لا يعني أنه سيتراجع عن الصفقات والمشاريع الاقتصادية التي أنجزها أردوغان، وسبق أن قال أوغلو، خلال لقاء أجراه مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: “إن أنقرة تعهد بتقريب تركيا من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وتعهد بالموافقة على انضمام السويد إلى الناتو – الذي علقه أردوغان – قبل قمة الحلف في تموز” مضيفاً في الوقت ذاته أن “روابط تركيا الاقتصادية العميقة مع روسيا يمكن أن تمنعها من التحالف بشكل كامل مع الغرب”.
هل ستؤثر نتيجة هذه الانتخابات على السياسة التركية إزاء سوريا:
يبرز في أجندات المرشحين للانتخابات الرئاسية التركية الملف السوري لا سيما ملف اللاجئين السوريين، الذي يمثل نقطة خلاف بين المرشحين الأبرز أوغلو وأردوغان، فيما تشير صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أن أن اللاجئين السوريين في تركيا يواجهون مستقبلاً غامضاً “سواء فاز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات أو خسر”.
أما فيما يتعلق بمسار التقارب السوري- التركي فتؤكد أوساط سياسية سوريّة أن تركيا عندما اتخذت قرار التقرّب من سوريا كان قرارها جديّاً وليس تكتيكياً، وسبق أن أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله، في ندوة حواريّة حضرها “أثر” أن :قرار التقرّب من سوريا، تم اتخاذه من المؤسسة الأمنية والعسكرية التركية”، مشيراً إلى أن هذه المؤسسة باتت على قناعة أن السياسة التركية السابقة تجاه سوريا لم تعد مجدية.
وأضاف عبد الله أنه طوال مدة الحرب السورية تركيا لم تتمكن من إيجاد البديل عن سوريا للوصول إلى أسواق الخليج، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إعادة العلاقات بين الجانبين تحمل فوائد اقتصادية متبادلة عبر البوابات الحدودية وتجارة الترانزيت بين أوروبا ودول الخليج، إلى جانب ملف غاز شرق المتوسط.
يشار إلى أن “المجلس الأعلى للانتخابات” أوضح أن عملية فرز الأصوات ستتم بعد انتهاء عملية الاقتراع مباشرة في 14 أيار، على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية قبل الساعة الـ23:59.