خاص || أثر برس أفادت رئيسة الرابطة السورية لطب الأسرة الدكتورة سمر المؤذن في حديث لـ “أثر” بأن انخفاض درجات الحرارة والتعرض مباشرةً للطقس البارد يسبب تغيرات كثيرة بالجسم بشكل مباشر أو غير مباشر يزيد من الأمراض التي تكون أعراضها أكثر شدة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأكدت الدكتورة المؤذن أن البرد يؤثر على القلب والشرايين والجهاز التنفسي والمفاصل والجلد والحالة النفسية، مبينة أن التعرض للبرد يزيد هجمات الخناق الصدري التي تعرف بالذبحة الصدرية بسبب تقبض الأوعية الدموية المغذية للقلب مما يسبب ارتفاع ضغط الدم خاصة لدى مرضى تصلب الشرايين لذلك تزداد معدلات الوفيات بالسكتة القلبية خلال فصل الشتاء.
وحول علاقة البرد بعدد من الأمراض الجلدية، بينت الدكتورة المؤذن لـ “أثر” أن التعرض للبرد يؤثر على الجلد وتزداد هجمات الأكزيما وحب الشباب والصدفية والنخالية البردية وعضة البرد حيث تؤثر الأخيرة على الأصابع بشكل كبير كما يصاب بعض الأشخاص بالشري التحسسي الذي يظهر على شكل بقع حمراء على الجلد مع وجود الحكة وتورم الشفتين لذلك ننصح هؤلاء الأشخاص باستخدام مضادات الحساسية وتجنب الماء البارد تماما.
ووفق الدكتورة المؤذن، يؤثر البرد الشديد أيضاً على الاغشية المخاطية المغطية للمجاري التنفسية ويُضعف قدرتها المناعية ضد الفيروسات والجراثيم لذلك تكثر الإصابات بالانتانات خاصة لدى الأطفال، بالإضافة إلى هجمات الربو.
ومن الأشخاص الذين تكثر معاناتهم خلال فصل الشتاء مرضى التهاب المفاصل /الداء التنكسي، وينصح بأخذ المسكنات ومضادات الالتهاب غير السيتروئيدية، كما يصاب بعض الأشخاص بداء رينو الذي يكون أكثر شيوعاً في المناطق الباردة، ويُصيب بعض مناطق الجسم كأصابع اليدين والقدمين بالخَدر والبرودة ويؤدى إلى تضُّيق الشرايين الصغيرة التي تمد الجلد بالدم؛ ما يحد من تدفق الدم إلى المناطق المصابة ويصاب المريض بما يعرف بـ “التشنج الوعائي”.
كما يؤثر البرد على الحالة النفسية بسبب قلة التعرض لضوء الشمس مما يسبب الاكتئاب الشتوي لذلك يجب ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية وتعرض للشمس في الأيام الدافئة.
ونصحت رئيسة الرابطة السورية لطب الأسرة الدكتورة سمر المؤذن، خلال حديثها مع “أثر” بعدم الخروج في الطقس البارد دون ارتداء ملابس مناسبة خاصة القفازات واستعمال الماء الدافئة وأخذ لقاح الانفلونزا واستخدام أكياس الماء الساخن لتدفئة الأطراف وعدم الخروج من مكان دافئ إلى بارد بشكل مباشر وتجنب الجهد الكبير في البرد واتخاذ كافة التدابير الوقائية الأخرى، مؤكدة أن مقولة “البرد سبب كل علة” من المقولات الصائبة لكونه يسبب زيادة هجمات بعض الأمراض المزمنة إضافة إلى أمراض أخرى ولا يمكن تفاديها إلا بالوقاية منه.