تزداد حدّة البرد يوماً بعد آخر مع دخول فصل الشتاء لتكون برودته أقسى على القاطنين في مخيمات الشمال السوري وتحديداً في إدلب.
حيث ذكرت عدة مواقع إعلامية من بينها “شام تايمز” أن مياه الأمطار، أغرقت العديد من خيم النازحين في مخيّم التح قرب بلدة معرة مصرين التي تقع تحت سيطرة “جبهة النصرة” في ريف إدلب الشمالي، نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة على المحافظة.
وذكرت تلك المواقع أن منخفضاً جويّاً شهدته مناطق الشمال السوري، أدى إلى انجراف العديد من خيم النازحين، إذ دخلت مياه الأمطار الخيام وأصبحت الأرض موحلة جراء عدم عزل أرضياتها.
وأضافت أن ما يعيشه النازحون داخل المخيم مأساة الحقيقية، في ظل عدم وجود أي مواد تدفئة أو عوازل مطرية”.
أبو محمد عيد أحد النازحين في مخيمات الشمال السوري يقول لموقع “العربي الجديد” إنّه جمع كلّ ما يمكن إشعاله في المخيّم الذي يعيش فيه اليوم، مضيفاً “بدأنا نشعر بالبرد القارس ينخر عظامنا، لكنّنا لم نشعل المدفأة بعد، نحاول قدر الإمكان توفير ما جمعته من ورق مقوّى وألبسة قديمة وقليل من الحطب، إلى المقبل من الأيام”.
ويتابع أنّه “عندما تشرق الشمس، نسرع للاستفادة من أشعتها فنشعر بشيء من الدفء، وعندما تغيب، الشمس نستخدم الأغطية ونحن نجلس ملتصقين ببعضنا البعض.. علماً أنّ منظمات كثيرة تسألنا عن احتياجاتنا فتدوّنها قبل أن ترحل من دون رجعة”.
وأرجع أحد القاطنين في المخيم سبب استمرار غرق المخيّمات، إلى سوء البنية التحتية وضعف الخدمات الموجودة في المخيمات.
زياد البيطار من سكان ريف إدلب، يقول لـ”العربي الجديد”: “لا نملك أيّ وسيلة للتدفئة، فالمازوت الذي يُعَدّ المادة الرئيسية للتدفئة شبه مقطوع، وفي حال وُجد فإنّه يباع بأسعار مرتفعة بالنسبة إلى الأهالي، ويصل ثمن البرميل منه إلى 220 دولاراً، أمّا الطنّ الواحد من قشر الفستق الحلبي والجوز الذي يُستخدم في التدفئة كذلك، فيقدّر بنحو 200 دولار، ويصل سعر المدفأة العاملة على هذا القشر إلى 175 دولاراً، وبخصوص الحطب، فإنّ الطنّ الواحد منه يصل إلى 90 ألف ليرة سورية”.
ووجه سكّان المخيّم نداءات استغاثة للمنظمات المعنيّة لتعويض خيامهم، وتوفير وسائل التدفئة لهم، في حين لا تتوفّر الكهرباء كمصدر للتدفئة.
يذكر أن المناطق التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة المدعومة تركياً تعيش حالة من التردي المعيشي والفلتان الأمني، التي لايدفع ثمنها سوى المدنيون.