أثر برس

البروكار الدمشقي يواجه خطر الزوال.. هل تعود معامل الحرير الطبيعي؟

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تواجه حرفة صناعة البروكار الدمشقي خطر الزوال مع تراجع عدد الأنوال التي تصنعها وتوقف معظم معامل الحرير في سوريا عدا عن ارتفاع سعر متر البروكار ما حال دون الإقبال على شرائه والتوجه نحو الصناعي منه.

وللوقوف على واقع صناعة وتجارة البروكار التقى أثر برس عدد من تجار التحف والشرقيات في دمشق حيث أكد “ماهر” صاحب أحد متاجر الأقمشة والتحف الشرقية أن هذه الحرفة هي مصلحة سياحية شرقية بالدرجة الأولى وتعتمد بشكل رئيسي على السياح والوافدين العرب والأجانب، لكنها تأثرت بالحرب على سوريا بشكل كبير، مؤكداً أن هذه الحرفة متوارثة أباً عن جد ومن الصعب جداً التخلي عنها على الرغم من ندرة زبائنها حالياً، مشيراً إلى أن مشكلة تراجع الإنتاج بسبب قلة الأيدي العاملة الماهرة الخبيرة وعدم توافر المواد الأولية الأمر الذي انعكس على ارتفاع أسعار البروكـار بشكل كبير.

ويتراوح سعر متر البروكار الواحد حالياً بين 600 – 700 ألف ليرة سورية، بحسب “ماهر” ما شكل عائقاً أمام تصريف وبيع مثل هذه المواد كونها تعتبر مواد كمالية وهي من أوائل المهن التي تتوقف بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وآخر المهن التي تعود للعمل، مبدياً أسفه على واقع المهنة بقوله (حرام هذا وجه البلد).

بدوره قال “مهدي” تاجر أقمشة، إن صناعة البروكـار اليدوي تتم على النول اليدوي، وتراجعت أعداد الأنوال حتى اقتصرت على نول أو نولين قيد العمل، مبيناً أن الإقبال على شراء قماش البروكـار بات قليلاً جداً سيما وأن البروكار النباتي (الصناعي) متوفر بشكل كبير وبأسعار مقبولة مقارنة بالبروكار اليدوي ما دفع بالزبائن إلى العدول عن شرائه على حساب البروكار الصناعي، مشيراً إلى أن عدم توفر مادة الحرير الطبيعي بسبب توقف معمل الحرير في بلدة الدريكيش بمحافظة طرطوس عن العمل، أثر بشكل كبير على إنتاج المادة وتوفرها بالأسواق.

كما أضاف الرئيس التنفيذي لجمعية الصخرة نجوى الراسي لـ”أثر” أن جمعية الصخرة هي جمعية خيرية غير ربحية تضم مجموعة من السوريين والهدف من الجمعية دعم الأهالي ومساعدتهم في إقامة مشاريع تنموية لتوظيف وتعليم المهن وخاصة التراثية منها، للمحافظة عليها والعمل على بقائها واستمرارها، حيث أكدت أن الحياكة على النول اليدوي هي من الحرف الدمشقية العريقة التي تأثرت كثيراً خلال الحرب وأصبح عدد الأنوال شبه معدوم، وتمكنت الجمعية من ترميم أحد الأنوال اليدوية وأصبح النول الوحيد الذي يعمل وينتج البروكار الدمشقي يدوياً، مضيفة أن أشهر رسومات البروكـار الدمشقي والمستوحاة من البيوت الدمشقية هي: ورقة الحبق – الياسمين الدمشقي – ورق العنب – العاشق والمعشوق.

وأبدت أملها بالتعاون مع معمل دير ماما الموجود في ريف حماة لصناعة خيط الحرير الطبيعي ليعود إلى عمله بطريقة جيدة وأكدت على دور وزارة الصناعة في هذا المجال عبر تقديم المساعدة بتسويق الإنتاج وإمدادهم بخيط الحرير الطبيعي.

الجدير بالذكر أن صناعة البروكار في دمشق تمتد إلى أكثر من 1200 عام وقيل 3000 عام وكانت خيوط الحرير تأتي من الصين إلى دمشق باعتبارها محطة مهمة على طريق الحرير وكان البروكار يسمى قديماً بالديباج وهي أقمشة يلبسها الملوك والسلاطين وقد أبدع الحرفي الدمشقي بالبروكار بشكل خاص منذ حوالي 200 عام وطرأت تحسينات وتعديلات عليه حتى أصبح اسمه البروكار في بداية القرن الماضي.

لؤي ملحم – دمشق

اقرأ أيضاً