خاص| أثر درجت العادة عند شراء أي سلعة أن يرجع البائع ما تبقى للزبون في ذمته؛ ولكن تطورت الأمور وارتفع سعر كل شيء حتى طال الدواء الذي يشكل جزءاً أساسياً من منظومة الحياة لكثير من الناس وخاصة المرضى منهم.
ففي كثير من الأحيان ندخل إلى الصيدلية لشراء دواء معين يكون سعره مثلاً 4700 ليرة وبعد إعطاء ورقة من فئة 5000 ل.س نتفاجأ أن الصيادلة “الكرام” قد أعادوا لنا 3 لصقات جرح “بلاستر” أو 3 حبات من ظرف السيتامول أو ربما ظرف زهورات؛ ولكن هذا الأسلوب لا يرضي الزبون، فبنظره أن هذه الفراطة (بتجمع).
تقول ناريمان لـ “أثر” إن الصيادلة لا يعيدون الفراطة ويستبدلون بها أي شيء يناسب الفراطة التي بقيت، مضيفة: “في إحدى المرات دخلت لأشتري قطرة عين فسألت الصيدلانية كم سعرها قالت لي 5200 فأخرجت لها 5000 وقلت لها (وهي اللزقتين اللي عطيتني إياهن مبارح) لم أستخدمهما ولست بحاجة إليهما”.
بدورها، الصيدلانية مارلين، قالت لـ “أثر”: “الفراطة فعلاً مفقودة من السوق ونعاني كثيراً في إعادة باقي النقود للزبائن، سيما وأن أسعار الأدوية تضم كسوراً مثل 3300-5400 وبهذه الحالة نضطر إلى إعطائه اللصاقات الطبية وبعضهم يترك الفراطة من تلقاء نفسه”؛ متابعة: “ماذا أفعل إذا لم تكن لدي فراطة أنا أضع خيارات عدة للزبون ولا أفرض عليه لصقات الجروح فهناك نصف ظرف سيتامول أو ظرف زهورات وذلك أهون من أن أقول له اذهب واصرف لي من محل آخر”.
وأضافت: “هذه المشكلة ليس لدى الصيادلة فقط بل يعاني منها كل البائعين وفي كل الأسواق يعيد البائع منتجات بقيمة 100 أو 200 ليرة لعدم توفرها، ففي محل السمانة يعيد لك بسكويتة أو علكة أو ما شابه”.
ويشرح صيدلاني آخر فيقول: “إكسسوار الصيدلية من لصقات طبية أو معقمات أو حتى مناديل معطرة هذه لزوم الصيدلية فقد يقع على عاتقنا في إحدى المرات أن ندفع ثمن أدوية مبالغ باهظة للمندوب الذي يحضرها وخجلاً منا وبعد أن تكبد أجرة المواصلات نضطر إلى دفع زيادة له؛ هذا ما يحصل، أما أننا نبيع أدوات تجميل في الصيدلية أو معطرات للجسم أو كريمات ترطيب فكل هذه المواد علاجية فطبيب الجلدية يكتب اسم كريم علاجي أو صابونة علاجية فنضطر إلى بيعها للزبون وفق الوصفة المرفقة”.
وتابع الصيدلي: “الفراطة قد لا تتوفر لدينا حقيقة فنبيع بخسارة فمثلاً: سعر دواء 6100 نأخذ 6000 ليرة فقط ليست قضية إرجاع السيتامول أو اللصاقات دائمة إنما قد تصدف؛ وعن نفسي أتحدث: إذا كانت الفراطة موجودة فأعيدها للمشتري أما إذا لم تكن فالأفضل منه إحضارها إذا كان الأمر مزعجاً له”.
يذكر أن أسعار الأدوية في سوريا تشهد ارتفاعاً قياسياً، وسط شكاوى من الناس عن عدم تمكنهم من تأمين جميع أدويتهم خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى أنواع عدة من الأدوية في الشهر.
دينا عبد