أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” باتريك رايدر، إلى أن حملة الاستهدافات التي تطال سوريا والعراق لن تكون طويلة.
وقال رايدر، خلال مؤتمر صحافي مساء أمس الاثنين، رداً على سؤال ما إذا كان ينبغي انتظار حملة طويلة في سوريا والعراق: “لا، حسبما أفهم الأمر ليس هكذا”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الهجمات الأمريكية لم تنتهِ بعد، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وأجرى مجلس الأمن أمس الاثنين، جلسة طارئة لمناقشة تبعات هذه الغارات، وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحّاك: “إن التبريرات الأمريكية تستند إلى تفسير مشوه لأحكام الميثاق بشأن حق الدفاع عن النفس الذي لا يشمل المحتل”، مؤكداً أنّ “سوريا حرصت على مطالبة مجلس الأمن بتحمل المسؤولية إزاء الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها واشنطن، ولا تزال، ضد سوريا”.
وأشار إلى أنّ “الإدارات الأمريكية المتعاقبة استغلت موقعها في المجلس للإمعان في التدخل في شؤون الدول خارج مظلة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في تغليب قانون القوة على حساب قوة القانون، فعرقلت عمل المجلس لحفظ السلم والأمن، وضمنت لسلطة الاحتلال والتنظيمات الإرهابية الإفلات من العقاب”.
بدوره، قال مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا، خلال الجلسة: “إن الضربات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق، تهدف إلى مفاقمة النزاع ومنع جهود التصدي لتنظيم داعش الإرهابي وحلفائه”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة تتابع هجماتها في سوريا والعراق وهذه الضربات لا صلة لها بالقانون الدولي بل يتضح أن الضربات الأمريكية تهدف إلى مفاقمة النزاع”، مشيراً إلى أن هذه الضربات قد تتسبب بتوسّع رقعة الصراع.
بدوره، أعرب ممثل الصين الدائم في الأمم المتحدة تشانغ جيونغ، عن موقف بلاده من هذه الغارات، مؤكداً أن “الضربات الأمريكية الأخيرة التي طالت أهدافاً في سوريا والعراق أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، ومثل هذه الأعمال تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا والعراق”.
ونفّذت الولايات المتحدة الأمريكية فجر السبت 4 شباط الجاري سلسلة غارات جوية، استهدفت 85 هدفاً في سوريا والعراق وفق ما أكدته القيادة المركزية الأمريكية.
وأكدت واشنطن أنها أبلغت بغداد بالغارات الجوية قبل تنفيذها، فيما قالت الحكومة العراقية في بيان لها: “إن الجانب الأمريكي عمد إلى تدليس وتزييف الحقائق بإعلان تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان وهو ادعاء كاذب”.
وبعد بيان الحكومة العراقية، أفاد نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في تصريح له مساء أمس الاثنين بأنه “لم يكن هناك إبلاغ للعراق بالغارات قبل حدوثها، أبلغناهم بالأمر بعد حصوله”، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
ولفتت واشنطن إلى أن هذه الغارات هي بمنزلة رد على الاستهداف الذي طال القاعدة الأمريكية عند الحدود السورية- الأردنية، والذي تسبب بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين، إذ تبنت المقاومة العراقية هذا الاستهداف مؤكدة أنه يأتي بمعرض ردها على الدعم العسكري الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أنه بعد الغارات الأمريكية في شباط الجاري، استأنفت المقاومة العراقية استهدافاها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، بعد أيام من تعليقها، كما جدد الجانبان العراقي والسوري تأكيدهما ضرورة خروج القوات الأمريكية من أراضيهما.