صرّحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، لم تعد مسؤولة عن حماية حقول النفط الموجودة شرقي البلاد، في تغيّر واضح باللهجة الأمريكية إزاء وجودهم شرقي سوريا بشكل خاص وفي الشرق الأوسط بشكل عام، الأمر الذي كان محط اهتمام المحللين في الصحف.
حيث نشرت صحيفة “الخليج” مقالاً جاء فيه:
“يعتبر هذا التعديل تغييراً في اللهجة بين الإدارة الديمقراطية الجديدة وسابقتها الجمهورية أكثر منه تحولاً استراتيجياً، إذ لم يسبق أن انخرط الجيش الأمريكي في أيّ استغلال للنفط السوري. دفعت الإدارة الأمريكية عن نفسها تهمة الاستفادة مالياً من النفط السوري، وأكّد البنتاغون أنّ وجود قواته في المناطق النفطية في سوريا يهدف لمنع وصول هذا النفط إلى تنظيم «داعش» الإرهابي والسماح لقوات سوريا الديمقراطية بتمويل جهودها لإعادة الإعمار”
وفي “رأي اليوم” اللندنية جاء:
“التصريح المفاجئ الذي ورد على لسان جون كيربي، المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، الذي أكد فيه أن القوات الأمريكية الموجودة في سوريا لم تعد مسؤولة عن حماية آبار النفط يؤكد أن إدارة جو بايدن الديمقراطية الجديدة باتت تتعاطى مع محور المقاومة ككتلة واحدة، وتريد التخلّص من معظم سياسات إدارة ترامب التي كانت تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، ابتداء من ضم القدس المحتلة والجولان، ومروراً بنهب الثروات النفطية وتصعيد الحرب في سوريا، وانتهاء بالعقوبات على إيران، والقاسم المشترك بينها جميعاً هو الفشل، وانهيار القيادة العالمية الأمريكية، وهذا ما يفسر التراجع التدريجي لإدارة بايدن عنها، وفي الأيّام العشرة الأولى من تولّيها الحكم”.
أما صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية فتناولت ملف الوجود الأمريكي في سوريا بصورة أكثر شمولية، بعيداً عن التصريح الأمريكي المتعلق بالتخلي عن “حماية حقول النفط” فنشرت:
“اليوم، لم تعد المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا مرتبطة بالفعل بتنظيم داعش، خاصة أن القوات الأمريكية ليست بحاجة لمركبات جديدة مدرعة والمزيد من طائرات الدورية المقاتلة لمحاربة فلول داعش، وإنما بدلاً عن ذلك تأمل واشنطن في أن تنجح القوات الجديدة في ردع القوات الروسية التي وقفت بمواجهة قوات أميركية في شمال شرق سوريا”.
في تصريح الدفاع الأمريكية الأخير، تجدر الإشارة إلى نقطتين، الأولى: مدى مقدرة الإدارة الأمريكية على تنفيذه في الوقت الذي تتواجد فيه أهم القواعد الأمريكية شرقي سوريا بالقرب أو داخل هذه الحقول، كالقاعدة الموجودة في حقل العمر، وقاعدة الشدادي التي تقع في “مديرية حقول الجبسة” أما النقطة الثانية: فتتعلق بالوعود الأمريكية التي سبق أن قدمها البنتاغون لـ”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” والتي أكدت أنها لا ترغب بالحفاظ على وجودها في حقول النفط السورية بهدف الحصول على النفط، وإنما لتؤمن لـ”قسد” حالة اكتفاء ذاتي، وعلى هذا الأساس عملت وزارة الخارجية على تيسير عقد اتفاق تجاري جديد بين شركة أمريكية، والقائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، ما يعني وجود خلفيات لهذا التصريح لم يتم الكشف عنها بعد والتي يبدو أنها تتعلق بالسياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط والتي لا يزال الغموض يحيط بمعالمها.