تبدو وجهة جميع الفئات المقاتلة في الحرب السورية إلى البادية ولكل منها هدفه الخاص، فالقوات السورية تتقدم وقوى التحالف تزيد التسليح وترسل منشورات تهدد فيها القوات الحكومية من التقدم، واليوم يشهد تصريحات عديدة فيما يخص هذه المعركة، تتداولتها وسائل إعلامية متعددة، فلكل منها كان له تحليلاته ومعلوماته ومصادره الخاصة.
فنشرت وكالة “رويترز” العالمية تصريحات لمسؤوليين في الجيش الأمريكي جاء فيها:
“قال الجيش الأمريكي: إنه عزز قوته القتالية جنوب سوريا، وأكد أنه يعتبر القوات المتحالفة مع النظام السوري تهديداً لقوات التحالف القريبة التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل “ريان ديلون” في تصريح: لقد أصبحنا مستعدين لأي تهديد من القوات المؤيدة للنظام، في الوقت نفسه يتجمع عدد كبير من المسلحين خارج المنطقة التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا التي تدعم الأسد، ونحن نرى ذلك تهديداً”.
كما علقت صحيفة “الحياة” على هذه التصريحات فورد في صفحاتها:
“التصريحات التي أدلى بها ناطق باسم تحالف هي المؤشر الأحدث على التوتر في المنطقة التي تنشر فيها واشنطن قوات في قاعدة حول بلدة التنف لدعم مقاتلين محليين.
تقول مصادر استخبارات إقليمية إن المعارضة تهدف لاستخدامها منصة انطلاق للسيطرة على البوكمال، وهي بلدة على الحدود السورية مع العراق وطريق إمداد رئيس للمتشددين.
وتقول المصادر إن التحالف يهدف بوجوده في التنف الواقعة على طريق سريع بن دمشق وبغداد إلى وقف جماعات متحالفة مع القوات السورية من فتح طريق بري بين العراق وسوريا”.
وتناولت صحيفة “الأخبار” اللبنانية آخر التطورات الميدانية في البادية كما نقلت تصريحات جديدة عن قادة تابعة لحلفاء القوات السورية، فقالت:
“أكد أحد القادة الحلفاء للقوات السورية أن: “لا مشكلة لدينا في مواجهة الأميركي إذا قرّر ذلك، نحن قاتلنا ممثليه على مدى أعوام الحرب، وفي هذه المرحلة المهمة، والجيش السوري مستعد تماماً على أولوية الإمساك بالحدود ومنع الأميركي من تحقيق أهدافه، ولا مجال للمراوغة هنا، لا بد من تحقيق النصر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن خلال أسبوع واحد تقريباً، استطاع الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على مساحات شاسعة من البادية في أرياف حمص ودمشق، بالإضافة إلى التمدّد في ريف السويداء الشمالي الشرقي. وبذلك حدّد الجيش هدف عمليات البادية: منع الأميركي من التمدّد داخل البادية، ثم إمساك الحدود وتحقيق التواصل البري مع «الحشد الشعبي»، لتنتهي العملية بحملة كبيرة للإطباق على مدينة دير الزور وتحريرها.
واشنطن وجّهت تحذيراً جدياً للقوات السوريةعندما شنّت الغارة على محور الظاظا، ولكن الجيش السوري لم يتراجع، مما اضطر الأميركي لبعث رسائل يطلب فيها أن يُمنح شعاع 55 كيلومتراً حول التنف.
في المقابل علق مصدر عسكري تابع للقوات السورية أن قواته تنوي فتح “كوريدور” يمتدّ لعشرات الكيلومترات ليصلوا إلى الحدود العراقية”.