قال قائد قوة المهام المشتركة لعملية “العزم الصلب” في “التحالف الدولي”، الجنرال ماثيو ماكفارلين، إنّ التحالف لا يستعد لعمليات عسكرية في مواجهة أي طرف باستثناء تنظيم “داعش”، وذلك في معرض سؤالٍ عن التحركات الميدانية الأخيرة شرقي سوريا.
و في إحاطة له عبر الإنترنت، ذكر ماكفارلين إنّ “التحالف يُراقب عن كثب الهجمات التي نفّذها التنظيم في مناطق سيطرة الدولة السورية جنوبي دمشق، والهجوم الذي استهدف حافلة لجنود الجيش السوري في دير الزور”، معتبراً أنه “لم نشهد أي هجمات كبيرة مثلها في المناطق التي يسيطر عليها التحالف”.
وأشار إلى أن “آخر عملية معقدة نفّذها التنظيم كانت في كانون الثاني 2022، عندما هاجموا سجن “غويران” في مدينة الحسكة، موضحاً أنه “منذ ذلك الحين لم يكن لدى مقاتلي التنظيم القدرة على تنفيذ عمليات مماثلة”.
وأعرب قائد قوة المهام المشتركة لعملية “العزم الصلب” عن “أمله في أن يتمكن الجيش السوري من التصدي للتنظيم في المناطق التي يسيطرون عليها”.
وكانت الخارجية الروسية أصدرت بياناً حمّلت فيه واشنطن مسؤولية تصاعد الهجمات ضد الجيش السوري في البادية، عقب كمين نفّذه التنظيم مستهدفاً 3 حافلات تقل جنوداً من الجيش السوري في بادية الميادين شرقي دير الزور، ما أدى إلى استشهاد عدد من العناصر وإصابة آخرين.
وأكدت الوزارة أن “الوجود الأمريكي العسكري غير الشرعي في سوريا هو أحد العوامل الرئيسة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مشددة على أن التهديد الرئيس للأمن في سوريا يأتي من المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية”.
وأشار البيان إلى أن “سياسة واشنطن الرامية إلى الحفاظ على احتلالها لمناطق شاسعة في شمال شرقي سوريا، تتميز بثروتها بالنفط والغاز والموارد الزراعية، واستمرار ضغط العقوبات على دمشق يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتفعيل الحركة السرية المتطرفة في المنطقة”.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها، إنّ “القوات الأمريكية ارتكبت جريمة جديدة حيث استهدفت هي وتنظيماتها الإرهابية حافلة تقل عدداً من عناصر الجيش السوري جنوب شرق دير الزور ما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين”.
وفي السياق، اعتبر ماكفارلين تعليقاً على الاحتكاكات الأمريكية- الروسية في الأجواء السوريّة أنّ “أفعال الروس غير الآمنة وغير المهنية في سوريا هي بالتأكيد غير مرحب بها، وتعرّض قواتنا وقواتهم للخطر”.
وأضاف: “يبدو أن الآخرين يركزون علينا أكثر مما يركزون على الإرهابيين الذين نراهم يكثفون هجماتهم في المناطق التي لا يسيطر عليها التحالف، لذلك نحن نركز على الاستقرار والأمن في المناطق التي يسيطر عليها التحالف، وندعم شركاءنا، وهم يواصلون جهودهم لضمان عدم ظهور داعش مرة أخرى”.
يشار إلى أنّ مركز المصالحة الروسي في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، يستمر برصد انتهاكات بروتوكولات مذكرة “منع التصادم” الموقعة بين الجانبين الروسي والأمريكي في سوريا، رصداً شبه يومي.
وفي 13 آب الجاري، قال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، فاديم كوليت: “إن طيران ما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يواصل خلق أوضاع خطرة في سماء سوريا، إذ يجري رحلات جوية مخالفة لبروتوكولات تفادي التصادم ومخالفة للأجواء السورية، وتم تسجيل 14 حالة انتهاك لبروتوكولات تفادي التصادم بسبب رحلات جوية لطائرات مسيّرة لم يتم تنسيقها مع الجانب الروسي”.
أثر برس