بعد استقبال “فريد القاسم” أمس الاثنين من قِبل مسؤول أمريكي كمتزعم لـ”مغاوير الثورة” في التنف جنوبي سوريا، بدأت الاحتجاجات في تلك المنطقة تبرز إلى العلن، ما دفع قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن إلى تطويق قاعدتها في التنف وأمر العناصر الموجودة في القاعدة والتّي لا تنتمي لـ”التحالف” بمغادرتها بدون أسلحتهم.
ووفقاً لما نقله “المرصد” المعارض فإن قوات “التحالف” أمرت عبر مكبرات الصوت بمغادرة العناصر الموجودة ضمن القاعدة التّي لا تنتمي إلى صفوف التحالف، سيراً على الأقدام ومن دون سلاح، وسط تحليق لطائرات “التحالف” في الأجواء.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن مصادره أن قوات “التحالف الدولي”، حاصرت قوات وقادة في فصيل “جيش مغاوير الثورة” لمدة نصف ساعة في قاعدة “التنف” العسكرية، كانوا معارضين لتسلم النقيب “فريد القاسم” قيادة الفصيل، مُشيراً إلى أنه عقب الحصار تم الاتفاق على تسلمه القيادة دون أي مشكلات وبشكل سلمي، وذلك بعدما شهد مخيم الركبان في الجنوب السوري مظاهرات ترفض تعيين “القاسم”، وأخرى تؤيده، حيث أشارت مصادر “أثر” حينها إلى أن هذا الانقسام قد يفضي لحراك من قِبل “القاسم” لتصفية خصومه وإنهاء التوتر بالقوة، خاصة بعد محاولاته التّواصل مع ما يسمى بـ “الهيئة السياسية لمخيم الركبان” ووجهاء العشائر، مع الإشارة إلى أن وفداً مثّل هاتين الجهتين زار قاعدة التنف يوم الخميس الماضي لإبداء رفض تعيين القاسم خوفاً من حدوث صراع داخلي سيؤثر حتماً على السكان، لكن الوفد عاد بـ “خفي حُنين”.
الإجراء الذي أقدم عليه “التحالف الدولي” في التنف جاء ساعات من بيان أصدره المجلس العسكري التابع لـ “جيش مغاوير الثورة” أمس الاثنين، أعلن خلاله عن رفضه لتعيين “القاسم” قائداً لـ”مغاوير الثورة” مطالباً “التحالف الدولي” بالتدخل لمنع تنفيذ هذا القرار، وقال فيه: “نحن القيادة العسكرية المشتركة لجيش مغاوير الثورة، نعلن للرأي العام أننا كفصيّل وطني سوري، أننا كنّا ولا زلنا ملتزمين بالأهداف المعلّنة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولكننا نعلن أيضاً بأننا نرفض بشكل قطعي ونهائي التدخل من قِبل أي طرف مهما كان في تحديد وتعيين قياداتنا الثورية، وبهذا نرفض محاولة فرض النقيب فريد القاسم كقائد للجيش لأسباب عديدة أبسطها أنه ليس من ضباطنا أو منتسبينا، وندعو القيادة العامة للتحالف التدخل بشكل مباشر لتجنب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنشأ كنتيجة لهذا القرار غير المسؤول”.
يُشار إلى أن المعلومات تؤكد أن تعيين “القاسم” من قِبل “التحالف الدولي” كمتزعم لـ”مغاوير الثورة” كان عملاً بنصيحة من الاستخبارات البريطانية، التي أبدت اهتماماً ملحوظاً بمخيم الركبان ومنطقة التنف خلال الآونة الأخيرة، ومن خلال قيادة هذه القوات التي تنتشر بشكل مشترك مع نظيرتها الأمريكية في قاعدة التنف.