أثر برس

توغلات برية وغارات جوية.. كيف سيكون مستقبل التحركات “الإسرائيلية” في سوريا؟

by admin Press

منذ كانون الأول الفائت شهدت سوريا تحركات “إسرائيلية” عدة برية وجوية، وكان أبرز هذه التحركات السيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وتدمير المقدرات العسكرية السورية كافة.

واهتم محللون وكتاب عرب بمستقبل “التحركات الإسرائيلية” في سوريا، إذ لفت الباحث المهتم بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية فراس فحام، في مقال نشره “مركز الجزيرة للدراسات” إلى أن “التموضع الجديد لسوريا لم يُسهم في تراجع القلق الإسرائيلي من تحول البلاد إلى منصة للهجوم عليها، وصنفت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية الإدارة السورية الجديدة على أنها خطر قد يصبح في المستقبل أكبر مما كان يشكله النفوذ الإيراني”.

وتابع أنه “لا شك أن إسرائيل هي أحد أهم الفاعلين المؤثرين في مستقبل الأوضاع في سوريا، خاصة مع وجود إدارة ترامب التي تراعي إلى حدٍّ كبير المصالح الإسرائيلية، وإسرائيل متوجسة للغاية من توجهات الإدارة السورية وتموضعها الإقليمي، وتدعم كيانات غير موالية للإدارة السورية مثل قوات قسد، وتعمل على إقناع إدارة ترامب بعدم الانسحاب من شمال شرق سوريا، وتتدخل في الشأن السوري الداخلي بادعاء الحرص على الدروز في سوريا والمنطقة، وأبلغ تعبير عملي عن موقف إسرائيل، قيامها بحملة قصف جوي وتوغل بري في الجنوب السوري بعد ساعات فقط من إعلان مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي أكد على وحدة الأراضي السورية وضرورة احتكار الدولة للسلاح، فضلاً عن تنديده بالاعتداء الإسرائيلي”.

وفي السياق نفسه، أشار الكاتب عصام نعمان، في مقال نشرته صحيفة “القدس العربي” إلى أن “إسرائيل تبدو ناشطة في احتلال المزيد من الأراضي السورية من جهة، ومن جهة أخرى حريصة على تعزيز التباعد بين مختلف طوائف البلاد، وتنفيرها جميعاً من الحكم الانتقالي في دمشق”.

وبيّن نعمان أن “إسرائيل تحتل نحو 400 كيلومتر مربع من محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا، وتسيطر على حوض نهر اليرموك، وعلى قمة جبل الشيخ المشرف على دمشق شرقاً، وعلى سهل البقاع اللبناني غرباً كما على بضع قرى غالبية سكانها من الموحدين الدروز السوريين، في سفوح الجبل وهضبة الجولان” موضحاً أن “اللافت والخطير أن إسرائيل بدأت بتنفيذ عمليتين متوازيتين: إقامة مواقع عسكرية في نقاط استراتيجية داخل المنطقة السورية المحتلة، وإقامة صلات وعلاقات مع سكان القرى الدرزية في الجنوب السوري، والإعلان بأنها حريصة على حمايتهم من جهة، والإيحاء من جهة أخرى بأنها تعمل لإقامة دولة درزية في جبل العرب (محافظة السويداء) مع إمكانية امتدادها لضم دروز لبنان أيضاً”.

بدوره، أشار الكاتب عزيز مصطفى، في مقال نشره موقع “المونيتور” إلى أن “إسرائيل” تعمل على تحقيق أهداف محددة ومنها “منع سوريا من أن تصبح قاعدة أمامية معادية للقوات الإسرائيلية من خلال استهداف ما تبقى من القدرات القتالية للجيش السوري، وإنهاء تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، ومواجهة النفوذ التركي المتنامي في سوريا”، موضحاً أن “تركيا، أكبر وأهم خصم إقليمي لإسرائيل، تُدين العدوان الإسرائيلي باستمرار وتُحذر من المواجهات المحتملة، إذ ترى أنقرة سوريا بشكل متزايد حديقتها الخلفية الاستراتيجية”.

وخلُص مصطفى في مقاله إلى أن “التدخل الإسرائيلي المتزايد في سوريا يُمثل فصلاً جديداً في صراع النفوذ الإقليمي، فبينما تسعى تركيا إلى تأمين حدودها، معتبرةً سوريا ساحة خلفية لأمنها القومي، تُوسّع إسرائيل نفوذها خارج حدودها بذريعة المخاوف من الجماعات الإسلامية المسلحة، هذا يجعل ادعاءها الأخير بحماية السكان الدروز في سوريا علامة فارقة في التنافس الإسرائيلي التركي المتصاعد حول سوريا، لا سيما بعد تهميش إيران من الصراع عقب سقوط الأسد”.

وشهدت سوريا في الآونة الأخيرة اعتداءات “إسرائيلية” جوية وبرية عدة، إذ تجاوزت الدوريات “الإسرائيلية” الحدود البرية لمحافظة درعا جنوبي سوريا، وسط تصريحات من قبل “مسؤولين إسرائيليين” طالبوا خلالها بجعل منطقة الجنوب السوري منزوعة السلاح بشكل كامل.

أثر برس

اقرأ أيضاً