اهتمت وسائل الإعلام الأجنبية والعربية بالبحث فيما بين سطور زيارة الرئيس بشار الأسد، إلى طهران ولقاءاته التي عقدها مع مرشد الجمهورية الإسلامية الإيراني علي خامنئي، ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، هذا الاهتمام يحصل بالرغم من أن حديث الإعلام الرسمي السوري والإيراني عن الزيارة لم يكن تقليدياً أو مبهماً، بل تم الكشف عن افتتاح مرحلة جديدة من الخطّ الائتماني الإيراني وسط حفاوة إيرانية عالية.
وأبرز ما اهتمت فيه التحليلات العربية والأجنبية، هو تزامن الزيارة مع تقارب عربي من الدولة السورية، مع الإشارة إلى أن هذا التقارب هدفه التخفيف من شدة التقارب الإيراني-السوري، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “العربي الجديد“:
“تأتي الزيارة بعد عدة خطوات من دول عربية باتجاه نظام الأسد تكللت بزيارة الأخير إلى الإمارات في آذار الماضي، وتخالف زيارة الأسد إلى طهران ولقاؤه خامنئي، الرغبة العربية في الحد من الحضور الإيراني في سوريا، مقابل إعادة تعويمه مرة أخرى من خلال إعادته إلى جامعة الدول العربية”.
وكذلك جاء في موقع “المونيتور” الأمريكي:
“ليس من الواضح سبب إجراء الرحلة أو المعلومات الأساسية التي يجب مناقشتها، منذ اندلاع الحرب، لم يغادر الرئيس الأسد البلاد كثيراً وقام بزيارات نادرة لدول أخرى، مع اقتراب نهاية الحرب على ما يبدو وقبول دول المنطقة الأخرى بحقيقة عدم الإطاحة بالدولة السورية، يسعى الكثيرون إلى تحسين العلاقات وربما المشاركة في جهود إعادة الإعمار”.
وأوضحت “الأخبار” اللبنانية في هذا الصدد أن:
“هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد فيه العالم، ودول المنطقة، إعادة تشكيل للعلاقات والتحالفات، على وقْع سلسلة من المتغيّرات، أبرزها الحرب الروسية في أوكرانيا، والمفاوضات الجارية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي الإيراني، إضافة إلى التطوّرات السياسية المتعلّقة بسوريا، وما سجّلته الفترة الماضية من انفتاح على دمشق من قِبَل دول عدّة، أبرزها الإمارات التي تتصدّر المشهد الخليجي بهذا الخصوص في الوقت الحالي. وبعد الأسد، من المقرَّر أن يُجري أمير قطر، تميم بن حمد، زيارة إلى طهران. ومن المعروف أن الدوحة تتّخذ موقفاً مناهضاً لدمشق منذ اندلاع الحرب قبل نحو 10 سنوات، ارتفعت حدّته مع بدء الانفتاح العربي على سوريا، بيد أن هذه الزيارة تأتي على ما يبدو في سياق المباحثات المتعلّقة بالملفّ النووي الإيراني، والذي تلعب فيه قطر، التي تتمتّع بعلاقات وطيدة مع إيران، دوراً وسيطاً”.
يبدو أن الزيارة خيّبت آمال العديد من المحللين لا سيما “الإسرائيليين” الذين كانوا حريصين على تداول أخبار التقارب العربي من دمشق، من ناحية أنها تهدف على خدمة مشروع مشترك بين “إسرائيل” والدول التي تتقرب من سوريا يقضي بإبعاد إيران عن سوريا، استناداً إلى وثيقة “اللا ورقة” التي سبق أن كشفت عنها صحيفة “الشرق الأوسط”، محاولين إلغاء فكرة أن هذا التقارب هو نتيجة حسابات جديدة لهذه الدول في علاقاتهم الخارجية فرضتها متغيرات معينة طرأت على العالم بأجمعه وعلى الشرق الأوسط بشكل خاص.