أثر برس

كارثة بيئية واسعة النطاق.. الجهات الحكومية تتجند لإزالة التسرب النفطي عن شواطئ جبلة، وخبير يوضح لـ”أثر” أضرار هذا التلوث

by Athr Press G

خاص || أثر برس بعد التسرب النفطي الذي حدث يوم أمس من أحد الخزانات الخاصة بمحطة بانياس الحرارية بدأت كميات كبيرة من الملوثات النفطية تظهر على شكل بقع في المياه الإقليمية السورية قبالة الشواطئ القريبة من مدينة جبلة، وتزداد بشكل تدريجي حتى أوصلتها حركة الأمواج إلى الصخور لتستقر عليها محولة مساحات من الشاطئ الغني بالإشنيات الخضراء إلى اللون الأسود منذرة بكارثة بيئية واسعة النطاق.

وللحد من انتشار التسرب النفطي على كامل الشاطئ في مدينة جبلة، تجندت عدة جهات حكومية لإزالة التلوث أو ما أمكن من هذا التلوث قبل أن يتسع ضرره.

وبيّن رئيس محلس مدينة جبلة المهندس أحمد قناديل لـ”أثر”: أن البلدية وبالتعاون مع مديرة مديرية البيئة في اللاذقية ونائب المحافظ اطلعوا على أماكن وصول التسرب النفطي في منطقة الفاخورة – عرب الملك  وميناء العزة والبحيص وضاحية المجد وتم اتخاذ إجراءات سريعة لتنظيف الشاطئ بشكل يدوي بالاعتماد على العنصر البشري .

بدورها أوضحت مديرية البيئة في اللاذقية الدكتورة لمى أحمد أنه من خلال المراقبة يوم أمس وصباح اليوم تبين انتشار بعض البقع الصغيرة على طول شاطئ جبلة في 4 مواقع وستتابع المديرية وبالتعاون مع الموانئ أي بقعة قد تصل إلى الشواطئ مشيرة إلى أن التلوث الحاصل حالياً يعتبر أقل من السابق قبل حوالي عامين حين تم استهداف مصب بانياس النفطي.

وبينت أن المعالجة ستتم بشكل أساسي بطريقة يدوية لأن المواقع ملاصقة للصخور مع توفير دعم من الآليات الهندسية في المواقع التي يمكن وصول هذه الآليات إليها لافتة إلى انه لا جدوى من فاعلية المواد الطافية، أن الأعمال ستبدأ اليوم مباشرة في المواقع مع إشراك آليات من الموارد المائية والصرف الصحي ومؤسسة مياه الشرب والخدمات الفنية وغيرها من الجهات إضافة إلى إشراك عمال بالتنسيق مع مجلس مدينة جبلة.

ولمعرفة ضرر التلوث بالنفط على البيئة البحرية فور انتشار بقعة الزيت النفطي، قال الدكتور أديب سعد رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية لـ”أثر”: عند حدوث تسرب نفطي على الشواطئ تتبخر منها الأجزاء الطيارة بنسبة 10%، إذا كان النفط من النوع الثقيل، وبنسبة 70% إذا كان من النوع الخفيف وتحمل الرياح هذه الأبخرة إلى مناطق بعيدة، لتلوث أجواء السواحل والشواطئ، وتلحق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات، أما الباقي من البقعة يختلط جزء منه بالماء، فيكوِّن مستحلباً تعلق به رقائق من الزيت.

وأضاف سعد يمتص المستحلب العناصر الثقيلة، مثل الرصاص والزئبق وغيرها الناجمة عن ملوثات أخرى، فيزيد من سُمّيتها، ومع مرور الوقت، يختلط المستحلب بالمياه تحت السطحية، فتتلوث الأعماق، ويلحق ضرر مباشر بالأحياء البحرية، مثل الطحالب والمستعمرات المرجانية والإسفنجية وغيرها من القشريات والرخويات، وتتخرب الموائل البحرية.

وأردف سعد يتحول ما تبقى من البقعة النفطية إلى كرات القار نتيجة أكسدتها، وتصل إلى الأعماق على شكل رواسب، وبعضها يلتصق بصخور الشواطئ والرمال بتأثير الأمواج والتيارات البحرية، ومن المؤثرات التي تزيد في تفاقم ضرر هذه الملوثات درجة حرارة الجو والماء، وحركة الأمواج، والتيارات البحرية.

وأوضح سعد أن هناك عدة وسائل gلتخلص من البقع النفطية ومعالجتها، والمشكلة الكبرى هي في معالجة البقع الكبيرة من النفط، ومن هذه الوسائل رش البقع بأنواع خاصة من البكتريا، والهدف من ذلك تحلّل البقعة إلى جزيئات هيدروكربونية، كي تتحول هذه إلى جزيئات أصغر سهلة الذوبان في الماء، إلا أن هذه الوسيلة فضلاً عن أنها شديدة البطء، فإنها تتطلب شروطاً خاصة ملائمة من حرارة وأجواء مناخية، فوجود رياح وأنواء وتيارات بحرية سطحية يعطل فعل هذه الوسيلة.

وبحسب سعد فإن إحراق طبقة الزيت يعتبر وسيلة غير فاعلة، إذ إنها تحتاج إلى أحوال جوية ملائمة، أهمها عدم هبوب الرياح، وعدم حراك التيارات البحرية السطحية، لأن مياه البحر تبرد الطبقة الطافية في حال وجود أمواج، فتمنع اشتعالها، فضلاً عن أن استخدام هذه الوسيلة يتسبب في خلق ملوثات هباب النفط، التي تلوث الهواء وتلحق ضرراً بالكائنات البرية.

أما الوسيلة الثالثة فهي باستخدام أنواع خاصة من المنظفات الصناعية، وهي تعمل على نشر بقعة زيت النفط على مساحات واسعة، وتحولها إلى مستحلب ثابت، وبالنتيجة تختفي البقعة، إلا أن هذه الطريقة تتطلب كميات كبيرة من المنظفات تزيد على كمية الزيت.

بالإضافة إلى أن استخدام حواجز طافية (مطاطية) تعتبر إحدى الوسائل لتنظيف التلوث ولكنها لإزالة البقع النفطية المستحلبة، إذ تقوم الحواجز بحصرها في مكان محدد، ليصار بعدها إلى شفطها وإزالتها.

ونوه سعد إلى أن أحد الوسائل المتبعة أيضاً هي إغراق الزيت، ويتم ذلك عن طريق إضافة مساحيق خاصة كثيفة إلى بقعة النفط، مثل الرمال الناعمة، لتزيد من كثافتها، وبهذه الوسيلة يتم ترسب الزيت إلى القاع، مع ملاحظة أن هذه الوسيلة لها محظوراتها، إذ إن ترسيب البقعة ينقل الضرر إلى القاع وما يحويه من موائل وطحالب وأحياء بحرية.

باسل يوسف – اللاذقية

 

اقرأ أيضاً