ارتفعت وتيرة التصعيد في مناطق سيطرة أنقرة شمالي سوريا وفي بعض الولايات التركية بعد حادثة ولاية قيصري التركية، إذ اعتدى أتراك على السوريين وممتلكاتهم، ما تسبب باندلاع موجة غضب كبيرة في مناطق سيطرة أنقرة شمالي سوريا وامتدت هذه الموجة إلى مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” في إدلب.
ووصل التصعيد إلى حد إغلاق المعابر عند الحدود السورية- التركية من قبل السلطات التركية، وفي هذا الصدد، نقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية عن أحد المتظاهرين بريف حلب الشمالي قوله: “إن التظاهر رداً على ما تعرض له أهالينا وأخوتنا السوريون في تركيا”، مضيفاً أن “الدولة التركية بإمكانها بأجهزتها الأمنية أن تقمع وتمنع أعمال العنف ضدّ السوريين”.
ولفت تقرير “الحرة” إلى أن “ما زال مصير اللاجئين السوريين مسألة جدلية في السياسة التركية، في حين تعهّد معارضو أردوغان في انتخابات العام الماضي إعادتهم إلى سوريا”.
وفي معرض الحديث عن أسباب هذا التصعيد، أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن “التقديرات الأممية لأعداد سكان منطقة ريف حلب الشمالي وإدلب، بيّنت تزايد أعداد سكان المنطقة بما يزيد على نصف مليون منذ تصاعد حملات الترحيل منتصف العام الماضي”.
ووصف الناشط الحقوقي والقانوني صلاح الدين دباغ، ردود فعل السوريين في ريف حلب، أنها “نتيجة تراكم خيبة السوريين من تعامل الإدارة التركية مع ملف اللاجئين ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال الغربي بالاستيلاء على المعابر والتحكم بالملف الإغاثي، وكانت أحداث قيصري الأخيرة هي الشرارة فقط”، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
بدورها، اعتبرت صحيفة “العرب” أن ما حدث في ولاية قيصري هو نتيجة تحريض سياسي ضد اللاجئين السوريين في تركيا، موضحة أن “التحريض السياسي على السوريين وتحميلهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية في تركيا خلق مناخاً يتسم بالكراهية ضدهم والاستعداد لتصديق أيّ اتهامات أو إشاعات تتعلق بهم والرد عليها بالعنف حتى لو كانت غير قابلة للتصديق”، مضيفة أن “البلاد تسودها موجات كراهية ضد السوريين على وجه الخصوص، إذ استغلت الأحزاب الرئيسية في البلاد، بعض الحوادث الفردية لإثارة مشاعر معادية ضدهم، تؤدي بدورها إلى زيادة توتر الأتراك ومجاميع اللاجئين الذين يقطنون، في الغالب، في أحياء فقيرة، ويؤدون أعمال رثة من أجل العيش”.
ووصف تقرير “العرب” الموقف التركي الرسمي أنه “اتسم بالارتباك، وبدا أقرب إلى التغطية على الهجمات بدل أن يكون تدخلاً حازماً لحماية ممتلكات السوريين”.
ووفق ما أكدته وسائل إعلام تركية فإن الهدوء عاد إلى ولاية قيصري مساء أمس الاثنين، بينما حمَّل الرئيس رجب طيب أردوغان، المعارضة التركية، المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها ولاية قيصري، وقال في اجتماع تشاوري لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في كيزيلجا عمام بضواحي أنقرة: “إنه لا يمكن تحقيق أي هدف بتأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع”.