خاص|| أثر برس يحمل الجنوب السوري أهمية كبيرة بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي والقوات الأمريكية، وازدادت أهميته الآن جراء التصعيد الذي تشهده المنطقة وفتح جبهات متعددة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الفائت.
عملية 7 تشرين الأول أعادت الجنوب السوري إلى الأضواء مجدداً، وسط تحذيرات روسية من مخططات أمريكية في تلك المنطقة، إذ قال المبعوث الروسي لسوريا ألكسندر لافرينتيف في 25 كانون الثاني الفائت: “تحاول الولايات المتحدة إنشاء كيانات انفصالية في شمالي وجنوبي سوريا، وهذا يزعزع استقرار المنطقة”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تستخدم كذلك مسلحي داعش لخلق بؤر توتر في سوريا”، مبيناً أن “لدينا معلومات عن خطط للأمريكيين لإقامة شبة دولة في القنيطرة جنوبي سوريا”.
المشروع ليس جديد:
منذ عام 2013 أعلن الاحتلال الإسرائيلي إطلاقه برنامج “حسن الجوار” تم بموجبه معالجة جرحى الفصائل المسلحة التي كانت منتشرة جنوبي سوريا بمستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، وأفاد “الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي” سابقاً بأن هذا البرنامج هدف إلى “خلق علاقات طيبة مع السوريين القاطنين عند الحدود لدواع أمنية وتشكيل بيئة غير عدائية لإسرائيل”، فيما أكد تقرير نشرته صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية أن “بموجب هذا البرنامج كيان الاحتلال الإسرائيلي سلّح ومولّ ما لايقل عن 12 جماعة معارضة خلال الفترة الممتدة من 2013 إلى تموز 2018”.
ونقلت حينها وكالة “رويترز” عن ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله: “ربما نكون زرعنا البذور الأولى لاتفاق ما”.
احتجاجات السويداء والاستثمار:
تجدد “الاهتمام الإسرائيلي” بالجنوب السوري، عندما بدأت احتجاجات السويداء في آب الفائت، وطالب حينها كبير المعلقين لشؤون الشرق الأوسط في القناة “12” العبرية، “إيهود يعاري” بتقديم المساعدة للمحتجين والدعم العسكري والمادي.
كما قال حينها نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش: “من المهم استمرار حراك السويداء ضد الدولة السورية”.
بعد “طوفان الأقصى”:
وبالتزامن مع التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ 7 تشرين الأول الفائت، أفادت المجلة العسكرية الأمريكية ” The War on the Rocks” بأن “إسرائيل بدأت بتقديم دعم عسكري أكبر لمزيد من الجماعات المتمردة المرتبطة بالجيش السوري الحر، وجاء هذا الدعم على شكل أسلحة وذخائر وأموال لشراء الأسلحة من السوق السوداء”.
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي كمال الجفا في حديث لـ”أثر برس”: “لم يتوقف كيان الاحتلال الإسرائيلي عن دعم هذه المجموعات حتى الآن لديها مجموعات واتصال ودعم مالي مطلق إن كان بالتنسيق المباشر مع هذه المجموعات أم باتجاه دفع أموال وتمويل ما يحدث من احتجاجات في السويداء”.
وأضاف أن “لدى الأجهزة الأمنية السورية ملفات ضخمة جداً عن شبكة العملاء الذين يعملون لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب إن كان في منطقة السويداء أو منطقة الـ55”.
وأضاف أن “المخابرات الإسرائيلية تُرسل رسائل إلى عدد كبير من الناس برسائل نصية أو الواتساب، وتطالبهم بضرورة التعاون مع المخابرات الإسرائيلية مقابل مبالغ مالية”.
يشار إلى أنه منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011 اكتسب الجنوب السوري أهمية خاصة لدى الأطراف الفاعلة في الحرب السورية، وبرزت هذه الأهمية بإنشاء غرفة “الموك” في الأردن لإدارة فصائل الجنوب بقيادة أجهزة استخبارات أمريكية وبريطانية، وصولاً إلى إنشاء القاعدة الأمريكية في التنف جنوبي شرقي سوريا والتي يطلق عليها منطقة الـ55.
زهراء سرحان