لا يزال البحث جارٍ عن المزيد من ضحايا مركب المهاجرين الغارق قبالة شواطئ طرطوس، وسط استنفار من الجهات المعنية.
وأوضح المدير العام للموانئ العميد سامر قبرصلي أن الملامح غير واضحة لمن تم العثور عليهم أمس عند جزيرة الحباس، لكن يمكن الدلالة عليهم من خلال اللباس، أو بعض العلامات، أو الأوراق الشخصية إذا وجدت، مشيراً إلى أن الطب الشرعي يوصّف كل حالة بكل تفاصيلها؛ لمساعدة الأهل للتعرف عليها، بحسب صحيفة “الوطن” المحلية.
وبدوره، المحامي العام لطرطوس القاضي هيثم حرفوش ذكر أن القضاء يشرف بشكل ميداني على العمل ويوثق كل شيء قانونياً، وهو الذي يأذن بتسليم الجثامين بعد التعرف عليها من ذويها، مبيّن أنه حتى أمس تم التّعرف على 45 جثماناً من ذويهم، 30 يحملون الجنسية السورية، و13 اللبنانية، و2 من الجنسية الفلسطينية، وتم إصدار الإذن القضائي لنقل جثامينهم وتسليمهم لذويهم.
كما نُقل الأمس جثامين 11 من ضحايا غرق المركب إلى خان شيخون بريف إدلب، من الهلال الأحمر العربي السوري لتسليمهم لذويهم أصولاً، بعد أن تم التّعرف عليهم في براد مستشفى الباسل بإشراف القضاء، في حين ذكر مصدر في المستشفى أنه يتم استقبال عدد كبير من الأهالي يومياً ويتاح لهم الكشف على الجثامين والتّعرف عليهم، وعلى ضوء الإثبات يتم اتخاذ القرار.
ومن جانبه، رئيس الطبابة الشرعية بطرطوس علي سيف الدين بلال، أكد أنه كشف على جميع الضحايا وأنه يتم العمل باحترافية وأكاديمية ومهنية ودقة عالية أثناء وصف حالة كل متوفى، وأضاف: “يتم أولاً تحديد الجنس عند فتح كيس الجثث، ويتم ترقيم الجثمان بكود خاص، وذلك على المعصم الأيمن، وأخذ صور لكامل الجثة من عناصر الأدلة المرافقة لها، ووصف الملابس والبحث عن كل المقتنيات من سوار، أو ساعة، أو خاتم، أو غير ذلك، وتتم تعرية الجثة والبحث عن أي علامة فارقة مثل الشامات والوشوم وآثار ندب العمليات الجراحية وغيرها، ويتم فحص الأسنان بدقة فك علوي وسفلي، ويتم تدوين كل الملاحظات على الكشف، وإجراء صور فوتوغرافية لكل جثمان بالكود الخاص به، ويتم بعد ذلك أخذ عينة من الجلد والشعر وتحفظ بعبوة عليها رقم كود الجثمان المطابق، وتسلم وتحفظ المقتنيات برقم كود مطابق، ثم يتم تحديد سبب الوفاة وزمن الوفاة وتودع في كيس جثث خاص عليه رقم كود الجثة مطابق لسوار المعصم، ويدوّن بعدة زوايا ويتم نقله إلى صالة التبريد ليتم حفظها بأفضل صورة قدر الإمكان”.
وأوضح أنه تم تسليم عشرات الجثامين لذويها بعد التّعرف عليها، وبعد الإذن بالتسليم من القضاء وبخصوص الجثث الثلاث التي وجدت الأمس عند جزيرة الحباس، ومدى إمكانية التعرف عليها بعدّه أنه مضى خمسة أيام على غرقها وبقائها في البحر، قال بلال: “الجثامين في اليوم الأول والثاني كانت مُحافظة على ملامحها وصفاتها الجسدية من شعر ووجه وغير ذلك مع تغير طفيف جداً، أمّا في اليوم الثالث فكانت الجثث قليلة العدد والتغيرات الرمية كبيرة من دون تحلل، أما مساء الأحد فكانت بعض الجثث متحللة في الوجه فقط والإمكانية كبيرة للتّعرف من خلال الأسنان والعلامات الفارقة واللباس والمقتنيات، “بحسب “الوطن”.
وكان المدير العام للهيئة العامة لمستشفى الباسل د.اسكندر عمار أوضح لـ “أثر” أنه بلغ عدد ضحايا القارب 99 شخصاً، آخرهم طفلة تم استلام جثتها صباح اليوم، مبيناً أنه تم تخريج جميع الناجين من حادثة الغرق بعد تحسن وضعهم الصحي.
بدوره، أكد مصدر في المديرية العامة للموانئ لـ “أثر” استمرار عمليات البحث الشاطئية والبحرية، التي تقوم بها دوريات المراقبة لانتشال أي جثة، مستبعداً العثور على أي ناجٍ بعد مرور خمسة أيام على حادثة غرق المركب.