خاص || أثر برس منذ أعوام عدة، وعداد تكسي الأجرة لم تعدل تعرفته في محافظة حمص، على الرغم من ارتفاع سعر البنزين، وهذا ما سمح لسائقي التكاسي تحديد الأجور على هواهم، ليتحول إلى عرف يتغير مع كل قفزة في ارتفاع الأسعار (المواد أو البنزين)، وبالرغم من الأجور المرتفعة التي يتقاضها البعض، إلا أنهم يصرون على جملة “والله ما عم توفي معنا” بسبب أسعار قطع الغيار وأجور الإصلاح المرتفعة جدا عدا عن أزمة البنزين.
وهنا يقع الراكب تحت مطارق وسنادين كل المتغيرات الاقتصادية، ويتحول ركوب تكسي الأجرة إلى رفاهية اولمن استطاع إليها سبيلاً، ومن يركبها يدخل أحياناً في نقاش مع سائق التكسي وفي بعض الأحيان يتحول إلى شكوى، وعندها يبدأ السائق بالترجي لوقفها حتى لا ينقطع رزقه، فالمخالفة هنا ستكون لتسعيرة العداد القديمة وعليها يحاسب، ويعتبر هذا ظلماً بالنسبة لهم.
سائق التكسي الضحية الجلاد
“أبو أيهم” يعمل سائق تكسي أجرة، يقول لـ “أثر برس” إن التعرفة الحالية مجحفة بحق الجميع، ومنذ سنوات لم تتغير، ومطلوب منا أن نعمل على العداد فهل هذا منطق؟ وكيف ذلك بعد ارتفاع سعر البنزين أضعاف وكذلك أسعار قطع الغيار وأجور الإصلاح؟ مشيراً إلى أن أصغر عطل في السيارة يكلف بحدود 25 ألف ليرة متابعاً القول عدا عن المخالفات.
ويقول السائق محمد لـ “أثر” إن من يحدد التعرفة بين السائقين هم أنفسهم، بسبب ارتفاع سعر البنزين لأكثر من مرة وارتفاع سعر قطع الغيار والإصلاح وعدم تعديل التعرفة، فكل سائق أصبح يتقاضى أجرة يحددها وفقا للمسافة التي يقطعها، فالبعض منا يضرب العداد بضعف أو ضعفين ومنهم للكيلومتر بين 200 إلى 300 ليرة سورية، وآخرين بحسب العرف بأجرة المسافة من موقع إلى آخر، وأصغر طلب بـ 500 ، مطالباً أن يتم رفع التعرفة إلى 250 ليرة للكيلومتر “حتى توفي معهم وتنتهي المشكلة”.
الراكب “الحلقة الأضعف“
مع ارتفاع تعرفة أجرة التكسي بشكل كيفي، عزف الكثيرين عن ركوبها، إلا من يضطر أو دخله المادي جيد وبات الصعود فيها كابوس للبعض.
“أخشى طلب تكسي الأجرة بعد ارتفاع الأجرة دون رقيب، يقول المهندس سليمان حديثه لـ “أثر”، مضيفا: البعض يتقاضى مني ألفي ليرة وآخرين يطلبون 3 إلى 4 آلاف من حي الوعر إلى الأرمن وبالعكس، والحجة دائماً موجودة، من تكاليف الإصلاح وارتفاع سعر البنزين، مضيفاً أن هذا كله يُحمل على الأجرة، وكأن الراكب مجبور بتكاليف إصلاح سيارة “جار عليها الزمن”.
ويقول سامر لـ “أثر” بسبب طبيعة عملي في التمريض، اضطر لاستقلال تكسي أجرة وأسلك نفس المسافة تقريبا بين أحياء المدينة، وكل سائق يطلب أجرة أعلى من الآخر والبعض عندما تعطيه مبلغ يقول “الله يعوض عليك” دون إرجاع الباقي، يعني مثلا “كطلب متعارف عليه أجرته 1500وتعطي للسائق 2000” والمشكلة ليست هنا فأي طلب باتجاه الريف تصبح أجرة الكيلو300 إلى 400 ليرة، بحجة أنه سيعود بدون راكب مشيراً إلى أنه في حال هدد بالشكوى للمرور، هنا يحاول السائق شرح المعاناة التي حفظها عن ظهر قلب.
قرار برفع التعرفة
بدوه، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية في محافظة حمص المهندس تمام السباعي لـ أثر برس” إنه أقر رفع تعرفة أجرة التكسي العمومي وتعديل العداد في المحافظة، نتيجة ارتفاع سعر مادة البنزين بنسبة 54.4 % وذلك بناء على موافقة أعضاء المكتب التنفيذي بتاريخ 3\2\2021 .
وبين أن التعرفة الجديدة أصبحت 95 ليرة سورية لكل كيلومتر بدلاً من 60 وفتح العداد 75 بدلاً من 50 وساعة الوقوف 1500 بدلاً من 900 ليرة سورية وكل قفزة عداد 10 ليرات لكل 95 متر بشكل متكرر، موضحاً أنه سيتم اعتماد التعرفة بعد قيام السورية للشبكات بإجراء التعديل على العدادات من خلال برنامج خاص، مشيراً إلى أن دور السورية للشبكات هو معايرة العدادات وفق التسعيرة الجديدة، وشرطة المرور لضبط المخالفات، وعناصر التجارة الداخلية في حال وجود شكوى على سائق تكسي قام بتقاضي أجرة زائدة عن التعرفة المحددة.
التجارة الداخلية عممنا القرار
من جهته أوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص المهندس رامي اليوسف لـ “أثر برس” بأنه تم إرسال مشروع تعديل تعرفة تكسي الأجرة خلال شهر تشرين الثاني عام 2020 إلى المحافظة إلا أنه لم يتم إصدار قرار تعديل التعرفة حتى تاريخ 3\2\2021 لافتاً إلى أنه تم استلامه من قبل المديرية في 10\3\2021 وتم توزيعه وإبلاغ المعنيين حسب الأصول.
القرار نائم على طريق المعنيين ولم يصل
بدوره بين مدير عام السورية للشبكات المهندس أحمد الطالب لـ”أثر” بأن الشركة لم تبلغ حتى الآن بقرار التعديل، لافتاً إلى أنه حال وصول التبليغ يتم مباشرة تعديل برنامج المعايرة ومعايرة عدادات السائقين المراجعين بشكل فوري، ولا تستغرق سوى وقت بسيط، مشيراً إلى أن دورهم يقتصر على تعديل العدادات التي تم تركيبها في شركتهم، ويقوم الاتحاد التعاوني للنقل بتعديل التي ركبت من قبلهم.
بدوره أكد رئيس الاتحاد التعاوني للنقل بحمص إلياس عازار لـ أثر” بأنه لم يصل للاتحاد حتى تاريخه أي تعميم بتعديل بتعرفة أجرة التاكسي العمومية، مشيراً إلى أنه عند استلام التعميم يتم مباشرة تعديل العدادات التي تم تركيبها للسيارات من قبل الاتحاد.
وبين عازار أن الاتحاد كان قد اقترح رفع تعرفة العداد إلى 150 ليرة سورية للكيلومتر الواحد، وفتح العداد عند صعود الراكب 100 ليرة، وكل قفزة 150 ليرة لكل 95 متر، وساعة الوقوف الزمنية 2000 ليرة سورية مشيراً الى أن آخر مرة عدلت فيها التعرفة كان بتاريخ 18\7\2018 .
بعد كل ما سبق، نجد أن القرار بالفعل صدر بتعديل التعرفة، ولكن كل يغني على ليلاه، وهنا لابد أن نسأل عند تعميم القرار التائه على طريق المعنيين، هل سوف يلتزم سائقو سيارات الأجرة بالتعديل الجديد؟ أم ستبقى المشكلة قائمة بين الراكب المغلوب على أمره والسائق الباحث عن لقمة العيش.
أسامة ديوب – حمص