خاص|| أثر يومان يفصلان (شادي) عن العطلة الصيفية التي ينتظرها ليسافر إلى بيت عمه المقيمين في الجزائر فهو ينتظر رؤية أولاد عمه بفارغ الصبر فمنذ سبع سنوات لم يراهم؛ واليوم سمحت له الفرصة بعد أن أرسل لهم عمه (الڤيزا) ليتسنى له السفر.
يقول والد شادي الذي يعمل أعمال حرة بالإضافة إلى عمله على تاكسي أجرة، لـ “إثر” إنه بعد الانتهاء من الإجراءات واستلام بطاقات الطائرة والحصول على جوازات السفر صار بإمكانهم حزم حقائبهم فهم مدعوون للإقامة في الجزائر لمدة شهرين.
ويضيف: “هذه السفرة فرصة لا تعوض بالنسبة لي لأن تكاليفها مدفوعة ذهاباً وإياباً والإقامة لدى منزل أخي تبقى فقط المصروفات الداخلية ضمن البلد”، وبحسبة بسيطة يقارن بين سفره ضمن أي محافظه سورية أو إلى خارجها فيقول: “أي سياحة ستكلف أي أسرة اليوم ما يقارب 4 ملايين ليرة لمدة 15 يوم غير أجرة الإقامة في شاليه على شاطئ البحر مثلاً وثمن طعام وترفيه وغير ذلك؛ لذلك أجد أن السفر خارج البلد هو نفس المبالغ التي ستصرف فيما إذا سافر الشخص إلى قريته (أقل الإيمان)”، لافتاً إلى أن كلفة السفر إلى الجزائر هي 3 مليون ومئتا ألف لكل شخص.
أما ربى فتقوم بتجهيز نفسها للمغادرة إلى الأردن لقضاء أسبوع استجمام، موضحة أنها ستسافر براً وقد اتفقت مع سيارة ركاب لتقلها مع ابنها حيث أن كلفة الراكب الواحد 250 ألف ليرة أي ستدفع أجرة مواصلات 500 ألف ليرة؛ هذا إضافة لمصروفات التنقل والترفيه وأجرة الفندق.
وتؤكد ربى لـ “أثر” أنها رصدت لهذه الرحلة 4 مليون ليرة، مُقارنة هذه الرحلة برحلة إلى شاطئ طرطوس وتقول إنها نفس التكلفة ولكن ما يختلف هو ثمن السلعة والمواد الغذائية في كل بلد فقد تكون أقل سعراً مقارنة بدمشق.
وبالنسبة للسفر إلى محافظة أخرى كاللاذقية أو طرطوس، فيؤكد موظف في إحدى شركات النقل لـ “أثر” أن ارتفاع الأسعار الأخير الذي طرأ على تعرفة سفر الركاب تضمن تعرفتين؛ الأولى لباصات البولمان درجة رجال الأعمال والذي يتسع لما بين 30 ــ 35 راكباً والثانية لباصات البولمان التي تتسع لـ 45 راكباً.
هذا وحددت مؤخراً تعرفة نقل الركاب من العاصمة السورية دمشق إلى باقي المحافظات على متن بولمان رجال الأعمال وفق الآتي: “من دمشق إلى حلب 17 ألف ليرة سورية، ودمشق اللاذقية 13 ألف ليرة سورية، ودمشق طرطوس 12 ألف ليرة سورية، ودمشق حماة 8 آلاف ليرة سورية، ودمشق حمص 7 آلاف ليرة سورية”.
كما ارتفعت أسعار تذاكر التنقل بين دمشق وباقي المحافظات عبر باص البولمان العادي أو ما يطلق عليه (الهوب هوب) وأصبحت وفقت التالي: “دمشق ـ حلب 8 آلاف ليرة سورية، دمشق ـ اللاذقية 10 آلاف ليرة سورية، دمشق ـ طرطوس 7 آلاف ليرة، دمشق ـ حماة 6 آلاف ليرة، دمشق حمص 5 آلاف ليرة سورية”.
ونظراً لارتفاع أسعار المازوت فقد قامت وزارة التجارة الداخلية برفع أسعار التنقل بين المحافظات السورية، حيث بلغ سعر تذكرة التنقل بين اللاذقية – دمشق عبر الفانات الصغيرة 12 راكب 20 الف للراكب الواحد فيما سجلت إلى محافظة طرطوس نفس المبلغ.
ويشير زياد الذي يعمل موظف في شركة نقل vip إلى أن محافظة اللاذقية تعتبر من أكثر المحافظات ارتياداً خلال عطلة الصيف وأكثرها رحلاً، بسبب السياحة في الصيف علاوة على أن العدد الكبير للموظفين في العاصمة دمشق هم سكان الساحل السوري.
وتبلغ سعر بطاقة الشخص الواحد إلى اللاذقية 18500 ليرة لدرجة رجال الأعمال وتصل مدة الرحلة حتى ست ساعات.
بدوره، أحد موظفي شركة “القدموس” للنقل، أوضح لـ “أثر” أن رحلات دمشق- اللاذقية فيها ضغط ركاب فكل يوم تذهب ثلاث رحلات إلى اللاذقية منطلقة من كراجات البولمان في مدينة دمشق.
وخلال لقاءات أجرتها مراسلة “أثر” مع المسافرين إلى اللاذقية، فإن رفع سعر أجرة السفر بين المحافظات جعل بعضهم يقلل من زياراته أي أصبح يسافر كل صيف مرة واحدة بعد أن كان بعضهم يذهب إلى قريته بشكل شهري ومنهم من كان يرتاد المحافظة بشكل أسبوعي.
دينا عبد