خاص || أثر برس بعد مضي أكثر من شهرين على “الأخذ والرد” حول قرار إخلاء الحرفيين العاملين في منطقة التكية السليمانية بدمشق، حيث تم إنذار الجميع بضرورة إخلائهم للمحال التي يشغلونها منذ 40 عاماً، انتظر كثيرون ممن يرون النصف الممتلئ من الكأس، أن تُقدِم جهةٌ ما على تعطيل القرار، أو أن ينهض أحد بحلّ يضمن للمحترَفات الفنية والحِرفية الاستمرار في مكان آخر لضمان ديمومة المنتجات الحرفية.
حيث أكد وزير السياحة محمد رامي مرتيني لـ”أثر” أنه يتم تنفيذ الاتفاقية الموقعة مع وزارة الصناعة (التعاون المشترك وتحقيق الأهداف الوطنية في الحفاظ على الصناعات والمهن اليدوية التراثية وحمايتها من الاندثار) من خلال إقامة حاضنات وأسواق للمهن التراثية وحمايتها والتسويق لها والترويج للحرف اليدوية التي تعتبر جزءاً من التراث المادي، ومشاركة الحرفيين من أصحاب هذه المهن في المعارض الداخلية والخارجية التي تقيمها أو تشارك فيها الوزارتان.
ولفت إلى أن الأيام القادمة ستشهد مشاريع متعددة وتدريباً في هذا المجال للنهوض به، وخاصة بعد ما تعرض له من أضرار نتيجة الحرب والإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري، والتي استهدفت فيما استهدفته مقومات الحضارة الإنسانية على الأرض السورية.
بدوره أكد رئيس شعبة المهن التراثية عرفات أوطه باشي في تصريح لـ “أثر” إلى أنه يتم العمل على نقل الحرفيين إلى حاضنة دمر للحرف التراثية وقد تم منح 20 يوماً لتجهيز أمور جميع الحرفيين من تسهيلات لحماية التراث السوري من الاندثار والحفاظ على استمراريته، وتوفير الظروف المناسبة لخبراء المهنة (شيوخ الكار) للإبداع وتطوير الأفكار والوصول إلى منتجات تراثية بأفكار إبداعية.
وأضاف أوطه باشي، أن الحرف ستكون تحت ظل وزارة السياحة ولكن المكان الذي قدم وفق عقود إيجار تعود بالملكية لوزارة الصناعة، وتم الاتفاق على تقديم تسهيلات النقل للوفود السياحية بحكم أن المنطقة تعد بعيدة وليست وسط البلد، إضافة للقيام بالمعارض الداخلية والخارجية لتحقيق الأهداف الوطنية في الحفاظ على الصناعات والمهن اليدوية التراثية وحمايتها من الاندثار
وختم رئيس شعبة المهن التراثية حديثه، كان مطلبنا تأمين مكان يجمعنا لأن عملنا يعتمد على السياحة والسياح العرب والأجانب وقد تم تنفيذ هذا الطلب بعد شهرين من المشكلة وبعد جمعنا والسماح لنا بالعمل في الحاضنة تم منح الترخيص السياحي للحاضنة وبدورها ستقدم العديد من الخدمات والميزات منها تأمين النقل والدلالات الطرقية والمعارض الداخلية والخارجية والمشاركة في معارض المنشآت السياحية المتميزة في سوريا، وقد لحظنا وجود زيارة للحاضنة في جميع البرامج السياحية لمكاتب السياحة والسفر والأدلاء السياحيين، الأمر الذي سينعكس إيجاباً أيضاً على تنشيط منطقة دمر والمناطق المحيطة بها اقتصادياً وسياحياً وحرفياً والمتعطشة لوجود مثل هذه المنشآت السياحية والحرفية المتطورة والتي ستستقطب أيضاً شرائح كبيرة من الشباب السوري لتعلم الحرف التي يرغبون بمزاولتها والتي ستتم بالتعاون مع الكوادر العلمية في جامعة الشام وبإشراف أمهر خبراء الحرف.
وكانت وزارة السياحة أنذرت الحرفيين العاملين في “التكية السليمانية” لإخلاء محالهم وإغلاقها بشكل نهائي قبل بداية العام 2023 بغرض ترميم التكية بحكم أن الترميم كان يجب أن يبدأ في سنة 2005، عندما ظهرت التصدعات والاختلال في منسوب الأرضية وهيكل التكية بشكل صادم، بسبب تسرب مياه نهر بردى في الأرض تحت بناء التكية.
نور ملحم – دمشق