خاص|| أثر برس أفرز انخفاض أسعار الفروج خلال الفترة الماضية جملة تساؤلات حول سبب انخفاضها، الذي أوضحه “أثر برس” في تقرير سابق، مبيناً فيه أن السبب يعود لتفريخ الدجاج بوقت واحد وتوقف التهريب إلى لبنان، إلا أن إشاعات انتشرت تفيد بأن انتشار مرض التهاب الكبد بين قطيع الدجاج هو سبب إضافي لتراجع الأسعار.
مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة باسم محسن أوضح لـ”أثر” حقيقة هذا الأمر، مؤكداً وجود بعض الإصابات بمرض التهاب الكبد ذي المشتملات في بعض مزارع تربية الدجاج.
وهنا أوضح أن بداية ظهور المرض كانت في قطعان الدواجن البياضة التي لم تلتزم بالتعليمات الوقائية، إذ إن المرض يظهر في بعض المزارع أو أفواج التربية التي لا يتم إعطاؤها لقاح هذا المرض، ونتيجة خلل ما في منظومة اللقاح وخاصة في برنامج التحصين (حيث أن النظام المناعي لدى الطائر يبنى بعناية خلال مراحل التربية اعتماداً على عوامل متعددة منها التغذية وشروط التربية وبرنامج التحصين المتكامل والصحيح باستخدام اللقاح الموثوق).
ولفت محسن إلى أن نسب النفوق التي تم تسجيلها بين تلك القطعان ضمن الحدود الطبيعية للمرض وتزداد بحسب الخلل الحاصل في شروط التربية الصحيحة، ومثله مثل كل الأمراض الفيروسية لا يمكن السيطرة عليه إلا من خلال التحصين المسبق للأمهات للحفاظ على المناعة الأمية عند الصيصان في مراحل التربية الأولى ريثما يتم إعطاء اللقاح لهذه الصيصان لبناء نظامها المناعي الذي يقيها من المرض، وهذا يحتاج إلى شروط تربية صحيحة وأعلاف جيدة خالية من السموم الفطرية المعروفة بدورها في تعقيد أي إصابة مرضية.
وأشار محسن إلى أن الإصابات انحصرت في بعض المزارع بمدينة حماة وريف دمشق والساحل السوري، فيما لم تسجل المزارع الملتزمة بشروط التربية الصحيحة أي إصابة.
كما أكد محسن أنّ التهاب الكبد يصيب الطيور والدواجن فقط، ولا صحة لانتقاله إلى الحيوانات الأخرى كالمجترات مثلاً ولا يؤثر على الإنسان أو يسبب أي إصابة عند المستهلك، مستغرباً طرح مثل هذه الأفكار في ظل استقرار وضع الدواجن عموماً في سوريا منذ أكثر من عام وخاصة خلال هذه المرحلة التي تعتبر فيها تكاليف الإنتاج منخفضة مقارنة مع ما يمكن أن تصل إليه خلال فصل الشتاء بسبب الحاجة إلى التدفئة التي ستزيد كلفة الإنتاج بلا شك.
انخفاض أسعار الفروج:
وعزا محسن سبب انخفاض أسعار الفروج لوفرة إنتاج الدجاج عدا عن اتخاذ وزارة الزراعة كل الإجراءات اللازمة لدعم تربية الدواجن، ومنها السماح باستخدام واستيراد اللقاحات اللازمة للتربية بشروط فنية علمية وعالمية، حيث تم وضع الآليات المناسبة لذلك منذ أكثر من عامين وتم إصدار قرار خاص بالأمن الحيوي لتشجيع وتعريف المربين والمشرفين الفنيين بأهمية إجراءات الأمن الحيوي في مزارع التربية.
كما سمحت الوزارة وفق ما شرح محسن، باستثمار كافة المداجن المرخصة وغير المرخصة وفق وثيقة الاستثمار مع تقديم كافة الدعم بغض النظر إن كانت مرخصة أو غير مرخصة وهذا أدى لزيادة حجم التربية في هذا القطاع ووفرة في الإنتاج مع قلة الطلب التي تحدث بشكل اعتيادي في مثل هذه الفترة من العام ما أدى إلى انخفاض أسعاره حالياً.
ونفى مدير الصحة الحيوانية المعلومات التي روجت إلى أن التسويق المبكر للدجاج كان بسبب ظهور بعض الإصابات هنا أو هناك، موضحاً أن هذه المعطيات غير منطقية ولا تتماشى مع ما هو معروض حالياً في الأسواق، حيث أن التسويق بسبب وجود مرض على سبيل المثال سيكون بأوزان لا تتجاوز كيلو إلى كيلو ونصف، في حين أن المعروض من الدواجن في الأسواق يزيد عن 2 إلى 2.4 كلغ للطائر.
يذكر أن “أثر برس” نشر تقريراً وقف فيه على أسباب انخفاض أسعار الفروج في سوريا، والتي اندرجت تحت وقف التهريب إلى لبنان بسبب الحرب، إضافة لتفريخ جميع أفواج الدجاج بوقت واحد الأمر الذي زاد من كمياتها في الأسواق بحسب ما بين أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة.
يشار إلى أن هذا الانخفاض بأسعار الفروج لم ينعكس على أسعار الوجبات الجاهزة والتي تعتبر – وفق حبزة- مادة مصنعة لها تكاليف إضافية كالغاز الصناعي الذي يشتكي الحرفي من انقطاعه لعدم كفاية المخصصات فيضطر لشرائه بالسعر الحر.
هيفاء إبراهيم