أثر برس

“التوحد” وحش الأطفال الصامت..

by Athr Press N

خاص || أثر برس

لمن لم يسمع عن التوحد، هو حالة مرضية نفسية خاصة، وحسب الجمعية الوطنية للأطفال التوحديين NSAC، فالتوحد هو عبارة عن اضطراب يصيب الأطفال ويؤثّر على الجهاز العصبيّ لديهم محدثاً مشاكل في نموّهم، وتطوّرهم، وتختلف أعراضه من طفل لآخر ويكون ذلك مقروناً بالعمر الزمنيّ والمستوى التطوّري للطفل، فيبدأ بالظهور في المراحل الأولى من الطفولة ويستمرّ إلى مرحلة البلوغ، ويحدث نتيجةً لعدّة أسباب منها: مشاكل وراثيّة جينيّة أو مشاكل في الولادة أو التلوث البيئيّ أو الإهمال الاجتماعيّ وغيرها

ويعتبر مرض التوحد من الأمراض المتعارف عليها حديثاً في العالم، ففي الماضي لم يشتهر هذا المرض ولم يسمع عنه أحد، بخلاف هذه الأيام التي تتضاعف فيها نسبة مرضى التوحد حول العالم بشكل مطرد سنوياً، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة المصابين بالتوحد في العالم أكثر من نسبة مصابي مرض السرطان نفسه.

كيف تم التعرف على التوحد؟

في عام 1943 م كتب الطبيب النفسي ليوكانرLeoKanner  مقالة تصف 11 مريضاً، تابع حالتهم على مدى سنوات في عيادته، هؤلاء الأطفال كانوا يتصفون بمجموعة من الأعراض المرضية تختلف عن الأعراض النفسية التي تعود على متابعتها، وقد استعمل مصطلح التوحد  (Autism) لأول مرة للتعبير عن  هذه الأعراض.

هل للتوحد أعراض معينة يمكن معرفته من خلالها؟

تقسم أعراض التوحد إلى قسمين كما تشير الدراسات العلمية الحديثة:

  • أعراض جسدية: كالتشوهات الخلقية البسيطة التي تظهر على الطفل كتشوه شكل أذنيه الخارجية أو شذوذ في جلده وبصمات أصابعه بشكل خاص.
  • أعراض سلوكية واجتماعية: إذ لا يتمتع الطفل المصاب بالتوحد بالود والملاطفة الاجتماعية كباقي الأطفال ويظهر ذلك في عدم تفاعله مع من حوله حتى مع عائلته أيضاً، وعندما يبلغ الطفل عامين أو ثلاثة أعوام يفضل العزلة واللعب وحيداً، فلا يحب أن يشاركه أحد نشاطاته التي يقوم بها، كما يصعب على الطفل تمييز والديه عن باقي الناس إضافة إلى معاناته في كسب ود الأطفال الآخرين ومشاركتهم اللعب.

ويلاحظ  أيضاً تأخره في اكتساب اللغة للتواصل مع الآخرين، إذ يشار إلى أن صعوبة اللغة لا ترجع إلى امتناع الأطفال عن التكلم وإنما إلى التأخر في تطورهم، إضافة إلى ذلك انشغال الطفل لساعات متتالية باهتمامات لا يمل تكرارها، إذ يسلك من خلالها طريقاً روتينياً لا يحيد عنه، كما أنه يكرر كلمتين أو كلمة قد يسمعها من شخص بصوت عالٍ دون نسيانها أو التوقف عن ترديدها، وينظم ألعابه بشكل مستقيم ويصرخ ويبكي ويضحك من دون سبب، وأيضاً من النادر أن يلتفت لمن يكلمه لذلك يظن الكثير من الناس أنه مصاب بالصم ولكنه في الحقيقة مصاب بالتوحد.

وبحسب الدراسات فإن أمريكا تحتل المركز الأول في أعلى نسبة لمصابي التوحد حول العالم، حيث كشف الإحصائيات أن هناك طفلاً من بين 88 طفلاً مصاباً بالتوحد، وتزيد هذه النسبة عشرة أضعاف كل 40 عاماً، وأظهرت دراسة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية من التوحد، أن التوحد أكثر شيوعاً عند الأولاد مقارنة بالبنات حيث يصاب ولد واحد بالتوحد من بين كل 42 صبياً، في حين تصاب فتاة واحدة من بين كل 189 فتاة، كما يصل عدد المصابين بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية  إلى أكثر من 3 ملايين شخص.

أما عن نسبة التوحد في البلاد العربية فتشير التقارير إلى أن معدلات انتشار التوحد في العالم العربي تتراوح بين 1 لـ 4 حالات بين كل 10 آلاف طفل في عمان، و29 حالة بين كل 10 آلاف طفل في الإمارات العربية المتحدة، وطفل واحد من بين 88 طفلاً في مصر، حيث بلغ عدد مرضى التوحد في مصر ما يقارب الـ90 ألفاً.

أما عن باقي بلدان العالم فلا توجد بعد نسب دقيقة لعدد إصابات التوحد في السنوات الأخيرة، فالصين أعلنت آخر إحصائية لها في دراسة في هونغ كونغ نشرت عام 2016 وكانت نسبة انتشار التوحد 1.68 لكل 1000 من الأطفال تحت عمر 15 سنة.

هل يشفون عندما يكبرون ؟

ليس هناك علاج ناجح للتوحد، لكن مع الاهتمام والمتابعة والتعليم والتدريب يمكنهم اكتساب الكثير من المهارات الفكرية والنفسية والسلوكية مما ينعكس على حالتهم، وبعض الأطفال تستمر لديهم بعض الأعراض المرضية طوال حياتهم مهما قلّت درجتها.

منى علي حمادي

اقرأ أيضاً