أشار مندوب سورية الدائم لدى مجلس الأمن بشار الجعفري، إلى أن تقارير الأمم المتحدة تحدثت عن خروج الآلاف من مسلحي تنظيم “داعش” من مخيم الهول في ريف الحكسة دون تحديد الوجهة التي ذهبوا إليها.
وشدد الجعفري خلال جلسة عقدها مجلس الأمن أمس الثلاثاء، أن هناك معلومات غاية في الأهمية حيث قال: “إننا نسأل هنا عن الوجهة التي تم نقل هؤلاء الإرهابيين الأجانب إليها وما هو مصيرهم وهل سيتم تدويرهم عبر الأراضي التركية إلى داخل سورية مجدداً كما شهدنا في حالات سابقة حيث تم نقل آلاف الإرهابيين من المناطق الشمالية الشرقية وغيرها عبر الأراضي التركية لشن اعتداءات على مناطق مدنية آمنة في شمال غرب سورية كمدينة كسب، أو للدخول إلى إدلب وريفها، وما هي الأسس التي تم اتباعها في إخراجهم ومن سهل تلك العملية ومولها وهل سنرى ظهوراً متجدداً لأولئك الإرهابيين في دول حان دور استهدافها وفقاً لسياسات البعض وبتسميات مفبركة؟”.
وتحدث الجعفري عن التقارير الدولية التي تنتقد العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية في عدد من أراضيها، حيث قال: “لا يمكن لأي دولة أن تقف مكتوفة الأيدي بينما يسيطر الإرهابيون على إحدى مناطقها ويتخذون من أهلها دروعا بشرية ويستهدفون المدنيين في المدن والبلدات المجاورة بالقذائف والصواريخ”.
وعن دور المجتمع الدولي في سورية، تساءل الجعفري: “هل لدى ممثلي بعض الدول الغربية الأعضاء الاستعداد لمناقشة مسألة الإرهاب الذي يستهدف سورية ويستثمر فيه البعض ويرفده بعشرات آلاف الإرهابيين الأجانب القادمين من مئة دولة عضو في الأمم المتحدة وبشتى أشكال الدعم والتمويل والتسليح وهل يرغب ممثلو تلك الدول ذاتها بمناقشة مسألة الإرهاب الاقتصادي وسياسات العقاب الجماعي التي تمارسها حكوماتهم من خلال الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والتي لا تستثني طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو مريضاً وهل أولئك الزملاء مستعدون لمناقشة دور حكوماتهم في إطالة أمد الأزمة إلى ما يزيد على ثمانية أعوام وعرقلة جهود الحل السياسي وزيادة معاناة السوريين” مشيراً إلى أن الجواب معروف.
كما شدد مندوب سورية الدائم على أن بلاده مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني للمدنيين، مشيراً إلى أن هناك بعض المنظمات الإنسانية الدولية والتي يتم الثناء على عملها في سورية، تدخل إلى الأراضي السورية بطريقة غير شرعية بسبب عدم حصولها على ترخيص للعمل في سورية، لافتاً إلى أنه بذلك يكون عملها في سورية غير قانوني ويخالف أحكام الميثاق وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة واتفاقيات جنيف ونظام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر الذي أقر عام 1921 وكلها تمنع أي جمعية سواء كانت طبية أم غير ذلك من العمل في أراضي دولة أخرى إلا بموافقة هذه الدولة.
ويتزامن حديث الجعفري مع استمرار العمليات العسكرية في ريف حماة الشمالي، إضافة إلى التطورات التي تحدث في أراضي شرق الفرات السوري من زيارات لوفود أجنبية وإخراج مسلحي “داعش” من مخيم الهول، إضافة إلى كشف بعض المصادر الإعلامية عن ظهور هؤلاء المسلحين في محافظة إدلب يقاتلون إلى جانب “جبهة النصرة” والفصائل المسلحة.