بالتزامن مع ذكرى اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني الجنرال قاسم سليماني، يتجدد الحديث عنه في وسائل الإعلام العبرية والأجنبية، كما يتجدد تسليط الضوء على الإجراءات الإيرانية بحق المتهمين باغيتال سليماني الذي لُقّب في الإعلام الأمريكي بـ”قائد الظل”.
صحيفة “جيروزاليم بوست” أعادت تسليط الضوء على الدور “الإسرائيلي” الذي كشفه رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي السابق “تامير هيمان” في عملية اغتيال الجنرال سليماني التي تمت بالقرب من مطار بغداد في 3 كانون الثاني 2020 بأمر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، متسائلة عن سبب كشف “هيمان” لهذا الدور، خلال لقاء صحفي أجراه عام 2021 مع صحيفة “مابات مالام” العبرية.
وأشار الصحيفة إلى أن “هيمان” أكد حينها أن الأمريكيين يعرفون جيّداً أن الجنرال سليماني كان فعّالاً وضرورياً جداً في عمليات القتال ضد تنظيم “داعش” لكنهم كانوا يجدون فيه أنه يكّل تهديداً للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث قال: “لقد أعاد سليماني توجيه عنفة تجاه الأمريكيين وخلق مخاطر جديدة على الأمن القومي لأمريكا”.
وأضاف “رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي السابق” أن “سليماني كان شخصية فريدة حقاً، كان الأمر أشبه باختفاء مهندس بناء، حيث يواصل العمال البناء”.
الإعلام الغربي والعبري، أكد أن دور الجنرال سليماني لم يقتصر على الميدان والعمليات العسكرية، حيث أشار موقع “مينت برس نيوز” الأمريكي إلى أنه “بعد عملية الاغتيال، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية كذبة، مفادها أنّ سبب مقتل سليماني هو أنّه كان على وشك تنفيذ هجوم إرهابي ضد الأمريكيين، لكنّه في الواقع كان في بغداد من أجل إجراء محادثات سلام مع السعودية”.
وأكد الموقع الأمريكي أنه “كان من الممكن أن تؤدي هذه المفاوضات إلى سلام بين البلدين، وهو الأمر الذي لم تكن الحكومة الأمريكية ترغب فيه” مشيراً إلى أن “رئيس الوزراء العراقي آنذاك، عادل عبد المهدي، كشف أنّه طلب شخصياً من الرئيس ترامب الإذن بدعوة سليماني، ووافق ترامب، ثمّ انتهز الفرصة لتنفيذ عملية الاغتيال”.
وبالرغم من أنه بعد أسابيع قليلة من اغتيال الجنرال سليماني، استهدفت إيران قاعدة “عين الأسد” الأمريكية في العراق، إلّا أن السلطات الإيرانية تشدد باستمرار على أن الرد لن يكون بهذا الاستهداف فقط، حيث أكدت في 31 كانون الأول الفائت، أنه لائحة المتورطين باغتيال الجنرال سليماني باتت جاهزة، وفي هذا الصدد أعلن رئيس لجنة خاصة في إيران مكلفة بمتابعة قضية اغتيال الجنرال سليماني، أن “لائحة الاتهام لمحاكمة المشتبه بهم المتورطين في مقتله باتت جاهزة تقريباً” مضيفاً أن “إيران ومؤسسات مختلفة في البلاد بما في ذلك وزارة الخارجية والنظام القضائي في البلاد، اتخذت بعض الإجراءات الجيدة لمحاكمة قتلة سليماني”.
يشار إلى أن قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، ومنذ عام 2011 كان حديث الصحافة الغربية والأمريكية، ففي هذا العام نشرت صحيفة “نيويوركر” الأمريكية مقالاً بعنوان “قائد الظل” أكدت خلاله أنه الجنرال سليماني هو الفرد الأكثر نشاطاً في الشرق الأوسط”، وفي عام 2014 كانت صورة الجنرال سليماني، صورة غلاف لمجلة “نيوزويك” الأمريكية معنونة “في البداية حارب أمريكا والآن هو يسحق داعش”.