رضا زيدان
تقف منطقة الجنوب السوري على قدم ونصف، وتنتظر المواجهة الكبرى والتي لم تشهد الحرب السورية مثيلاً لها.
حيث تحشد الولايات المتحدة وبريطانيا بالإضافة إلى الأردن والفصائل المعارضة قواتها قرب الحدود السورية، وذلك بعد تنفيذ الخطوة الأولى من الخطة وهي انتشار الفصائل المعارضة في واسع البادية بهدف منع القوات السورية والحلفاء من الوصول إلى الحدود العراقية السورية.
الأنباء تتحدث عن تجمّع الحشود العسكرية على الحدود الجنوبية لمحافظتي السويداء ودرعا من تل شهاب إلى معبر نصيب وإلى منطقة الرمثا وانتهاء في خربة عواد بتواجد كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع “تشالنجر” مع 2300 مقاتل وعدد من الطائرات المروحية من طرازي “كوبرا” و”بلاك هوك”، وأن قرابة 4000 مقاتلاً ممن دربوا في الأردن موجودون في منطقة التنف داخل الحدود السورية.
كما يرى مراقبون عسكريون أن التطورات العسكرية التي حصلت خلال أربعة أيام تطورات مهمة واستراتيجية حيث سيطرت القوات السورية على مسافة 45 كم وعلى منطقة السبع بيار (120 كلم شمال شرق دمشق) وتلتي رجم الحمادة ورجم أبو قبر في ريف دمشق، والتي كانت تفصل قواته في منطقة القلمون الشرقي (ريف دمشق الشمالي الشرقي) عن الحدود العراقية السورية من جهة معبر التنف (عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية)، وهذا المعبر شهد قبل أيام إقامة الفصائل المعارضة التابعة لواشنطن إنشاءات عند “المخفر الحدودي” على طريق دمشق بغداد.
فإعلان بدء عمليات القوات السورية وحلفائها في هذه المنطقة (السبت الفائت) تضمّن كلاماً واضحاً عن دعم القوات الروسية لهذه العمليات، باختصار، احتشدت القوى المحلية والإقليمية والدولية في معسكرين، يهدف كل منهما إلى السيطرة على منطقة الحدود العراقية – السورية، أو على أجزاء منها، وتتفرّع عن ذلك أهداف أخرى لكل واحد من المعسكرين.
بينما حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأردن من الإقدام على إدخال قوات لسوريا، مضيفًا “لا نريد المواجهة مع الأردن، لكن إذا دخلت قوات أردنية إلى أراضينا دون التنسيق معنا فسنعتبرها قوات معادية”.
لكن ربطت الأردن على لسان مصادر رسمية، بين التحشيد العسكري غير المسبوق وبين مناورات “الأسد المتأهب” العسكرية الواسعة التي بدأت في السابع من الشهر الجاري بمشاركة 23 دولة في الأردن، وأكدت انها لا تسعى للتدخل العسكري في سوريا.
ومهدت الصحف العربية لعملية التدخل الأمريكي الأردني في الجنوب حيث نشرت صحيفة البيان الإماراتية صباح اليوم خبراً يفيد بأن القوات السورية قصفت مواقع تابعة للفصائل المعارضة قرب حدود الأردن، كما أضافت مصادر رسمية أردنية أنها تريد توجيه ضربة إستباقية للإرهاب، حيث أن هنالك مخاوف بأن العديد من مقاتلي “داعش” يهربون من الموصل والرقة، نحو البادية السورية الشاسعة الممتدة من دير الزور شرق سوريا إلى الحدود الأردنية في الجنوب، لذلك تريد الأردن أن تتدخل.
ميدان الجنوب السوري سيكون في واجهة المعارك بالأيام المقبلة، وعندها سيتضح هل المواجهات ستبقى كما كانت على مدى سنوات الحرب السورية أم أنها ستتحول إلى اشتباكات نارية ودولية بين معسكرات عدّة قد كَثر تدخلها في سوريا؟