أثر برس

“الـ.ـجولاني” يستعرض خطته للسيطرة على ريف حلب الشمالي

by Athr Press Z

في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن احتمال تمدد نفوذ “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” نحو مناطق ريف حلب الشمالي، وسط تنسيق متزايد بين متزعم “الهيئة” المدعو “أبو محمد الجولاني” والولايات المتحدة الأمريكية، عُقد مؤتمر مدينة سرمدا، الذي نظمته “الهيئة” وضم عدداً من حلفاء “الجولاني”، في ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى مدراء منظّمات وجمعيات مرتبطة بحكومات غربية تعمل في إدلب وريف حلب.

وهدفَ المؤتمر إلى الإعلان عن خريطة طريق جديدة لـ”الهيئة” التي تعمل على اتخاذ طابع “الاعتدال” بعد وضعها على قائمة “الإرهاب” العالمية كجماعة “إرهابية وجهادية”، وتم خلال المؤتمر تكريم “الجولاني” على أنه “رجل ثوري”، وتحدّث عن خطّة أعدها الأخير تهدف إلى إعادة السيطرة على مدينة حلب، مشيراً إلى أن هذه السيطرة قد تحدث “خلال العام أو العامين المقبلين” كما أعاد التذكير بمشروعه الهادف إلى توحيد المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، للاستفادة من قوّة جماعته العسكرية التي “أنهت وجود معظم الفصائل التي كانت تنازعها السلطة” حسب وصفه.

مصادر معارضة أشارت إلى أن حديث “الجولاني” المتعلق بالتمدد شمالاً، مرتبط بعوامل عدة، أبرزها الضائقة المالية التي تعانيها فصائل أنقرة في ريف حلب، في ظلّ التأخير المستمرّ لرواتبها، على رغم تدخّل قطر التي أرسلت دفعات من المستحقّات المتأخّرة، وعجز الفصائل عن تشكيل جسم موحّد لوقف حالة الفلتان الأمني، الأمر الذي يترك الباب مشرّعاً أمام “الجولاني” للوصول إلى أعزاز والسيطرة على معبر باب السلامة، وثالثاً، أشارت المصادر إلى ارتفاع مستوى التنسيق الأمني بين “الهيئة” والولايات المتحدة أخيراً، وانضمام فرنسا التي أبدت انفتاحاً كبيراً على العمل مع “الجولاني” في مسائل تتعلّق بملاحقة “الجهاديين” الفرنسيين، وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

وأفادت المصادر المعارضة بأن “الجولاني” شكّل لجنة أمنية أعدّت إحاطة كاملة بملفّ “الجهاديين”، تتضمّن توجّهاتهم المستقبلية، وبعض القدرات العسكرية التي يمتلكونها، أو التي كسبوها خلال المعارك في سوريا، وبعض مصادر تمويلهم، وأسماء عدد ممّن يمكن تسليمهم منهم لباريس.

وسبق أن نقلت “الأخبار” عن مصادر معارضة أنه أُجري مؤخراً اجتماع ضمّ مجموعة من قادة الفصائل المنتشرة في ريف حلب، ونوقش فيه تشكيل غرفة عمليات مشيرة إلى أن الأتراك أبلغوا فصائلهم أن “عليهم أن يقتدوا بما فعله زعيم تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، ومن يعارض عليه تسليم الأخير قيادة ريف حلب، خصوصاً أنه بات يتمتّع بعلاقات وطيدة مع أطراف دولية عدّة، من بينها الولايات المتحدة التي يتبادل معها معلومات استخباراتية باستمرار تتعلق بجهاديين تعمل واشنطن على التخلّص منهم، بالإضافة إلى علاقته مع قطر، ودول أخرى مِثل فرنسا التي يعمل أخيراً على تفكيك آخر ما تبقّى من جهاديّيها الناشطين ضمن جماعة الغرباء”.

يشار إلى أنه عام 2022 شهدت المناطق التي تسيطر عليها فصائل أنقرة معارك عنيفة بينهم وبين “هيئة تحرير الشام” وسط معلومات أشارت حينها إلى أن أنقرة لا مشكلة لديها بتمدد “الجولاني” باتجاه أماكن سيطرتها، وشن “الجولاني” في كانون الثاني من العام الجاري، حملة على مناطق ريف حلب الشمالي واعتقل إثرها عدداً من قياديي فصائل أنقرة وكان أبرزهم أحد قياديي “أحرار الشام” المدعو “أبو دجانة”، وأدخلت “الهيئة” حينها آلياتها إلى ريف حلب ونشرت عناصرها هناك، إلى أن توصلت فصائل “الجبهة الشامية (الفيلق الثالث)” و”هيئة تحرير الشام”، لاتفاق يقضي بوقف القتال الدائر بينهم، بضغط وتعليمات تركية مشددة، وذلك بعد تمدد “الهيئة” ضمن رقعة واسعة من منطقة عفرين واقترابها من الدخول إلى منطقة أعزاز.

أثر برس 

اقرأ أيضاً