خاص || أثر برس تابع الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الجنوبي، وتمكن من استعادة سيطرته خلال ساعات يوم أمس الأحد على قرية البرقوم ومنطقة الإيكاردا الاستراتيجية وصولاً إلى بلدة الزربة الواقعة مباشرة على طريق عام حلب- دمشق الدولي.
فبعد إحكامه السيطرة يوم أول أمس السبت على بلدة العيس وتلتها الاستراتيجية، أسقط الجيش السوري رقعة واسعة مما تبقى من قرى ريف حلب الجنوبي الغربي الواقعة شرق الطريق الدولي، كما التقت القوات المتقدمة في ريف حلب الجنوبي بباقي القوات التي كانت تتقدم من جهة ريف إدلب، واستكملتا معاً السيطرة على ما تبقى من جيوب تابعة للمسلحين شرق الطريق، لتتم السيطرة إثر ذلك على قرى الكسيبية وتل حدية والبوابية وصولاً إلى البرقوم والإيكاردا وبلدة الزربة، لينجح الجيش بذلك من الوصول إلى الطريق الدولي من جهة حلب للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات.
تلة العيس
وأفاد مصدر ميداني لمراسل “أثر برس”، بأن سيطرة الجيش السوري على تلة العيس أفسحت المجال أمام تقدم القوات بطريقة سريعة في ظل حالة الانهيار والتخبط بين صفوف المسلحين الذين سارعوا إلى إخلاء مقراتهم ومواقعهم والانتقال إلى الجهة الغربية من الطريق للتحصن ضمن ما بقي لهم من معاقل هناك كبلدة خان العسل وصولاً إلى قرى عمق ريف حلب الغربي كأورم الكبرى والصغرى وكفرناها والمنصورة.
في الغضون، بادرت وحدات من الجيش السوري، إلى تنفيذ عملية تقدم بري خاطفة استهدفت المجموعات المسلحة في تلة الكلارية الاستراتيجية المشرفة على منطقة الراشدين الرابعة جنوب غرب حلب، وسيطرت على التلة محرزة بذلك إنجازاً عسكرياً لافتاً يتمثل في إسقاط رقعة واسعة من الراشدين الرابعة نارياً تمهيداً للسيطرة عليها واتخاذها كبوابة عبور نحو المناطق الواقعة غرب الطريق وعلى رأسها بلدة خان العسل.
بلدة العيس
وبحسب ما بينته جولة ميدانية لـ “أثر برس” في بلدة وتلة العيس، فالجيش السوري تمكن من السيطرة على البلدة بأقل خسائر ممكنة ودون أن يوقع أي دمار ملحوظ وخاصة فيما يتعلق بالمرافق والبنى التحتية، كما أظهرت الجولة حجم الدعم التركي الكبير الذي تتلقاه “جبهة النصرة” من تركيا على مختلف الصعد وخاصة الطبية منها، حيث تم رصد مشفى ميداني للمسلحين يضم كميات كبيرة من الأجهزة والمواد الطبية المتطورة تركية المنشأ، إلى جانب كميات ضخمة من الأدوية منتهية الصالحية التركية التي كان يخبئها المسلحون ضمن مستودعات المشفى، فيما وصل حجم العم التركي إلى حد تقديم صناديق نقل الموتى تركية الصنع لمسلحي النصرة.
الدعم التركي الذي تتلقاه “جبهة النصرة”.. تابوت صناعة تركية
مشفى ميداني للمسلحين
يذكر أنه بسيطرة الجيش السوري على بلدة الزربة، بات الطرف الشرقي من الطريق مؤمّن بشكل شبه كامل، في حين تتجه البوصلة في الوقت الحالي إلى الطرف الغربي من الطريق الذي تمثل بلدة خان العسل أخطر مواقع المسلحين هناك، فيما نجح الجيش السوري بالفعل في وقت متأخر من ليلة أمس في السيطرة على قرية الكماري الواقعة إلى الجهة الغربية من الطريق الدولي المعروف برمز “M5”، لتصبح بذلك المساحة المتبقية أمام الجيش السوري للسيطرة على كامل الطريق لا تتجاوز ال١٥ كيلومتراً مربعاً.
زاهر طحان – حلب