يبدو بأن الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة على دول العالم قد بدأت تأخذ منحى عكسي من شأنه أن يؤثر سلباً على الاقتصاد الأمريكي.
إذ أبرمت روسيا اليوم أول صفقة لتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية بالروبل الروسي، مبتعدة عن العملة الأمريكية في خطوة من شأنها أن تسهم في الحد من هيمنة الدولار على العالم، بحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم”.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف اليوم الأربعاء، أن العقد الذي وقعته روسيا مع الهند لتزويدها بمنظومة الدفاع الجوي “إس 400” أبرم بالعملة الروسية.
ويعد توقيع الصفقة بالروبل مؤشراً قوياً على أن روسيا بدأت في اتخاذ خطوات عملية للتخلي عن الدولار في تجارتها الخارجية، ولاسيما صادرات الأسلحة والمعدات العسكرية، التي تقدر بنحو 15 مليار دولار سنوياً، إذ تحتل روسيا المرتبة الثانية ضمن قائمة مصدري الأسلحة في العالم.
وكانت الصين، الدولة العظمى الثانية، التي تسير على الطريق نفسه، أعلَنت أنّها ستَدفع ثمن وارِداتها من النِّفط الإيراني “بالبترويوان” في خطوة من جانبها للالتفافِ على الحظْر الأمريكي على النفط الإيراني الذي سيبدأ في الرابع من شهر تشرين ثاني المقبل.
وبالسياق ذاته، يقود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي واجهت بلاده حرب عملات تقف خلفها أمريكا استهدفت الليرة التركية قبل شهرين، وأدت إلى انخفاض قيمتها حواليّ 40 بالمِئة، يقود الآن تحركاً لإضعاف العملة الأمريكية التي باتت تتحكم بالمسار الاقتصادي العالمي، حيث ترأس اجتماع قِمّة في أيلول الماضِي لقادة الدول الناطقة بالتركية كان أول قراراته اعتماد العملات المحلية في التبادل التجاري بدلاً من الدولار الأمريكي.
وجاءت تلك الخطوات بعد السياسة التي اتبعها الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات اقتصادية على العديد من الدول العظمى وبوقت واحد.
ويرى مراقبون بأن تخلي تلك الدول عن الدولار ولو جزئياً من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الأمريكية.