أثر برس

وسط احتمالات باعتقالهم أو قتلهم.. “قسد” تفتح باب الهجرة أمام السوريين شمالي شرق البلاد مقابل مئات الدولارات

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس في ظل ازدياد صعوبة الأوضاع الاقتصاديةفي معظم المناطق السورية، يعاني أهالي المنطقة الشرقية في سوريا من أعباء إضافية تتمثل بحالة التوتر الميداني واللا استقرار نتيجة الاشتباكات والقصف المتبادل بين “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” والقوات التركية، إلى جانب التضييق الذي يمارس عليهم في مفاصل حياتهم اليومية، الأمر الذي تسبب ببروز العديد من المظاهر في تلك المنطقة وأبرزها مؤخراً ظاهرة هجرة الشباب إلى الجانب التركي بالرغم من خطورة الرحلة التي قد تودي بحياتهم مقتولين برصاص حرس الحدود التركي “الجندرما التركية”.

وفي هذا الصدد أفادت مصادر خاصة لـ”أثر” أن الحدود السورية – التركية في ريف محافظة الحسكة، سجلت ازدياد كبير في عمليات محاولة اجتياز الحدود باتجاه الأراضي التركية خلال الفترة الماضية،بغية الوصول إلى أوروبا أو للعمل ضمن تركيا أو باتجاه إقليم شمال العراق، خصوصاً لدى فئة الشباب.

وأفادت مصادر محلية مطلعة لــ”أثر” بأنه رغم خطورة الخطوة إلا أن العشرات من المدنيين خصوصاً الشباب، يرغبون بعبور الحدود السورية- التركية من مناطق سيطرة “قسد” والاحتلال الأمريكي نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الصعبة التي تعيشها هذه المناطق نتيجة ممارسات الأمريكي وظروف الجفاف التي ضربتها خلال الموسم الزراعي الماضي.

وتابعت المصادر أن العشرات من المدنيين وصلوا إلى داخل الأراضي التركية من محافظات المنطقة الشرقية من سوريا (الحسكة – دير الزور – الرقة ) الواقعة أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة “قسد”، وذلك بعد دفعهم مبالغ مالية كبيرة للمهربين من مسلحي”قسد” من طرف أو عبر مهربين ينتشرون في مناطق سيطرة الاحتلال التركي بمنطقة رأس العين الحدودية من طرف أخر.

وكانت الإشارة الأولى لارتفاع أرقام المهاجرين من المنطقة الشرقية ،بعدما فتحت قيام “قسد” =البوابة الحدودية في ريف مدينة الدرباسية شمالي محافظة الحسكة، أمام الشبان الأكراد حصراً من الراغبين بالدخول والهجرة إلى داخل الأراضي التركية دون منعهم أبداً،ثم قامت بإغلاقها بعد فترة وجيزة.

مواقع التهريب

وتتركز عمليات تهريب المدنيين عبر الحدود في عدد من المواقع و النقاط القريبة من الحدود السورية التركية في شمال محافظة الحسكة.

وبينت مصادر أهلية لــ”اثر” أن كل المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة”قسد” من الدرباسية غرباً مروراً بعامودا و القامشلي والقحطانية وصولاً إلى المالكية في أقصى الشمال الشرقي من الحسكة، تتوزع عليها  نقاط للتهريب يشرف عليها مسلحي “قسد” وبالتعاون مع مهربين محددين يتم نقل العوائل و المجموعات الراغبة بالدخول إلى الأراضي التركية إليها، ويتم إدخالهم عبرها بعد التنسيق مع مهربين في الطرف التركي الذين يساعدهم ضباط و عناصر في “الجندرمة التركية”، كما أضافت المصادر أن عملية الهجرة هذه تتم بالتنسيق بين عناصر”قسد” وقوات”البشمركة “الكردية بالنسبة للراغبين بالدخول إلى إقليم شمال العراق عبر نقاط التهريب أو عبر معبر سيمالكا النهري غير الشرعي مع الإقليم مقابل دفع مبلغ 400 دولار للطرف السوري من المعبر الذي تشرف عليه “قسد”.

فديات مالية

وتعمل حالياً قوات “الأسايش” الذراع الأمني لــ”قسد” على اعتقال الشبان الذين يتم رميهم من قبل “الجندرمة التركية “من جدار الفاصل الحدودي ،أو من يتم إلقاء القبض عليهم أثناء محاولتهم عبور الحدود وإجباره على دفع مبلغ مالي يصل إلى مليون ليرة سورية، بعد توقيعه على ما يسمى”تعهد خطي” وسجنه لمدة 10 أيام.

وتابعت المصادر في حين مازال مسلحي فصائل”الجيش الحر” التابعة للاحتلال التركي يعتقلون عشرات الشبان الذي وصلوا إلى منطقة رأس العين شمالي غربي الحسكة، الواقعة تحت سيطرتهم، عبر مهربين بهدف الوصول إلى الحدود السورية – التركية حيث يبتزون ذوي الشبان لدفع الأموال الكبيرة مقابل إطلاق سراحهم.

وبينت مصادر أهلية لــ”أثر” أن فصائل ” الجيش الحر ” في مدينة رأس العين المحتلة مستمرون باعتقال عشرات الشباب من أبناء محافظة دير الزور الفارين باتجاه الشمال السوري فيما يسمى ” الأمنيات ” بالإضافة للسجون بهدف ابتزاز ذويهم لإطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية تترواح بين 500 _ 1000 دولار أمريكي ، كان آخرها اعتقال شابين من أبناء قرية حوايج ذيبان اضطر ذويهم لبيع ما يملكون من مواشي و ذهب لإنقاذهم.

في حين قام ذوي مجموعة من الشبان من بلدة التوينة في ريف الحسكة قبل يومين بدفع مبلغ مالي 800 ألف ليرة سورية عن شاب ،بعد اعتقاله من قبل فصائل”الجيش الحر” التابعة للاحتلال التركي في مدينة راس العين لإطلاق سراحه، بحسب المصادر.

قتلى ومصابون ونتيجة ما تقدم :

فقد تعرض العشرات من المدنيين السوريين ،الذين حاولوا عبور الحدود السورية – التركية انطلاقاً من مناطق سيطرة “قسد” أو “فصائل الجيش الحر” ،لاعتداءات جسدية على يد الجندرمة التركية أدت لمقتل عدد منهم وإصابات آخرين بجروح بليغة.

وبينت مصادر محلية لــ”أثر” أن الجندرما التركية (حرس الحدود) تنهال بالضرب على كل من تعتقله بالقطع الحديدية وصعقهم وإهانتهم، إضافة إلى نهب كافة أموالهم والأغراض التي بحوزتهم، ومن ثم رميهم من على الجدار الحدودي الذي يبلغ علوه حوالي 5 أمتار إلى داخل الأراضي السورية لتقوم قوات”قسد” أو “الجيش الحر” باعتقاله وابتزازه مالياً.

 

شرق سوريا – مراسل”أثر”

اقرأ أيضاً