خاص|| أثر برس تحمل العملية التعليمية في محافظة الحسكة معاناة خاصة، نتيجة تعدد المناهج وقلّة المدارس الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية، الأمر الذي ينتج ظروف تعليمية سيئة، سواء بما يتعلق بازدحامات كبيرة في الشعبة الصفية الواحدة، ووجود مدارس منزلية بعيداً عن نظر “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، إلى جانب صعوبات الوصول إلى مراكز التعليم بسبب الحواجز الفاصلة بين مناطق سيطرة الدولة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
تربية محافظة الحسكة تشرف فقط على نحو 10% من إجمالي مدارس المحافظة، على حين تتحكم “قسد” بنحو 90% من مدارس المحافظة، وتحاول تمرير مناهج مغايرة تماماً للمناهج الحكومية، على الرغم من الرفض الشعبي لهذه المناهج فلا مستقبل لها ولا اعتراف فيها، ليبقى ملف التعليم واستعادة المدارس أحد الملفات الشائكة التي تستثمرها “قسد” كوسيلة ضغط في المفاوضات مع الدولة السورية.
آلاف التلاميذ والطلاب يتجهون من الأحياء والأرياف إلى مركز المدينة ليتمكنوا من الجلوس على مقعد داخل الغرف الصفية، وعدد قليل من الأهالي يستطيعون أن يسجلوا أبناءهم في حافلات نقل مقابل أجر شهري عن كل طالب لإيصالهم إلى المدرسة، وآخرون يقفون لساعات أمام المدارس ينتظرون أطفالهم، وآخرون يحملونهم في السيارات المكشوفة متحملين البرد وكل الأحوال الجوية السيئة في فصل الشتاء.
ويحمّل أحد أهالي الطلاب في المحافظة، وائل الخلف، “قسد” كل المسؤولية إلى ما وصل إليه التعليم في المحافظة، مشيراً إلى أنه لا جدوى أساساً من إرسال الطفل إلى المدارس ليتعلم؛ فالازدحام في الشعبة الصفية الواحدة أثّر سلبياً في نوعية التعليم، ولابد من مدرس خاص في المنزل أو معهد خاص حتى يتمكن الطفل من التعلم وإكمال دراسته، مشيراً إلى أن المدارس الحكومية أرهقها الازدحام.
باسل علي، وهو من أهالي حي غويران لديه ثلاثة أبناء في مدارس الحلقة الأولى، يقول لـ “أثر”: “مع ارتفاع تكاليف المعيشة تزداد صعوبة وتكاليف تدريس الأهالي لأبنائهم، لاسيما الذين يقطنون خارج ما يسمى المربع الأمني ضمن مدينة الحسكة واضطرارهم إلى تأمين وسائل النقل لتنقلهم إلى المدارس التي تدرس المناهج الحكومية ضمن المربع، إذ تعمد هذه الوسائل إلى رفع أسعارها من حين لآخر لترهق كاهل الأهالي، هذه التكلفة التي قد تتراوح بين 20-25 ألف ليرة سورية لكل طالب”.
ويتابع باسل: “عدم استلام كثير من التلاميذ في المدارس كتبهم المدرسية بعد مضي ما يزيد على شهر على بدء العام الدراسي وعدم توفرها حتى في فرع المطبوعات، لاسيما نسخ الصف الخامس وحتى التاسع الأساسي وفي حالة عدم الاستقرار الدراسية والكثافة الطلابية ضمن الصف الواحد يجد الأهالي أنفسهم مجبورين على وضع أطفالهم لدى مدرسين خاصين يرممون لهم معلوماتهم الدراسية وما فاتهم في الشعب الصفية وكل ذلك تكاليف إضافية تترتب على الأهالي.
وفي تصريح لـ “أثر” تقول مديرة تربية الحسكة إلهام صورخان: “يقتصر وجود المدارس التي تديرها التربية ضمن المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري في مركزي مدينتي الحسكة والقامشلي وجزء من منطقة تل حميس بريف القامشلي الجنوبي، وما تبقّى من المدارس فهي مغلقة وتستولي عليها “قسد” باستثناء بعض المدارس المنزلية المفتتحة بتلك المناطق”.
وتبين صورخان، أن “عدد التلاميذ والطلاب في المحافظة بلغ 134891 طالباً وتلميذاً ومطلوب استيعابهم ضمن 146 بناء مدرسياً و5 أبنية حكومية تمت الاستعانة بها لمواجهة الضغط الكبير، علماً أن الأبنية المدرسية في المحافظة بلغت 2285 بناء، قسم منها طاله التخريب والدمار بحجة ملاحقة المجموعات الإرهابية والقسم الأكبر تم تحويلها إلى مستودعات أسلحة ومقرات عسكرية لقسد”.
وأضافت مديرية تربية الحسكة أنه “يوجد في مركز مدينة الحسكة 12 بناء مدرسياً يشغلها 25 مدرسة وثلاثة أبنية حكومية تضمن أربعة مدارس إضافة إلى 4 مدارس مسبقة الصنع يشغلها 7 مدارس، في مدينة القامشلي يوجد 9 أبنية مدرسية تشغلها 23 مدرسة وبنائين حكوميين تشغلها أربعة مدارس، إضافة إلى مدرستين مسبقة الصنع تشغلها أربعة مدارس، بينما بلغ عدد الأبنية المدرسية في ريفي الحسكة والقامشلي 97 بناء مدرسياً موزعة على ريف الحسكة والقامشلي.
وتشير صورخان، إلى الإجراءات المتخذة لمواجهة مفرزات انتهاكات “قسد” بحق التعليم وضمان استمرار مسيرة التعليم في المحافظة على الرغم من كل الصعوبات، إذ تم اللجوء إلى الدوام النصفي، وإحداث مدارس مسبقة الصنع، والمدارس المنزلية، والمحاولة الدائمة للتخفيف من تسرب التلاميذ من التعليم بظل تواجد “قسد”، إضافة إلى وجود المحتلَّين الأمريكي والتركي في المنطقة.
وتتعدى انتهاكات “قسد” بحق التعليم مدارس المراحلة الأولى والثانية من التعليم، لتصل إلى التعليم العالي بالتخريب والاستيلاء على أبنية الكليات الجامعية التابعة لجامعة الفرات وتدمير قسم منها كما حصل في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد ومعهد المراقبيين الفنين الذي تم سوّته الطائرات الأمريكية بالأرض، بحجة ملاحقة فارين من سجن الثانوية الصناعية.
جوان حزام- الحسكة