خاص|| أثر برس اختزل كثيرون أصناف مائدة الإفطار لصنفين أو ثلاثة أو إلى “ساندويشات” في حال وجود صنف واحد فقط، واقع الحال الذي يأتي مدفوعاً بارتفاع أسعار المواد الغذائية التي كانت أساس الفطور، كالبيض الذي تباع الواحدة منه بأكثر من 2000 ل.س، والحليب الذي يباع الكيلو منه بـ 7000 ل.س، واللبن واللبنة والجبنة باعتبار أن أسعارهم باتت لا تتناسب مع القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود.
جود بالموجود:
أم هيثم (ربة منزل ولديها ثلاثة أطفال) تسكن في ريف جبلة، تقول لـ”أثر”: “موسم الزيتون نضج، وقد أعددت ما يكفي لمونة الشتاء، آخذة في الحسبان أن التركيز سيكون على الزيتون بشكل رئيسي، بالإضافة للزيت والزعتر، خاصة أن الحليب ومشتقاته والبيض باتوا أصنافاً للسمع فقط، فمن لديه القدرة على شراء البيضة ب2000 ل.س، وكيلو الحليب ب 7000 ل.س، اللبن 850 غرام بين 8000-8500 ل.س، الجبنة ب45000 ل.س.
وتابعت: “صحيح أن البيض والحليب ضروريان لنمو الأطفال وبناء أجسامهم بطريقة صحيحة، لكن ما باليد حيلة، نجود بالموجود”، مدللة بأنه بالكاد يتم تأمين وجبة الغداء، في ظل الارتفاع الجنوني بالأسعار، فمن أين المال لتأمين كل المواد الغذائية اللازمة؟
“أي طبخة يدخل فيها اللبن باتت مشكلة بالنسبة لربة المنزل”، بهذه الجملة اشتكت غالية (موظفة وأم لطفل واحد) من ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، وقالت: اللبن أساسي في الطعام، وأقل عدد أفراد عائلة يحتاجون لكيلو لبن واحد، فكيف حال العائلات التي يكون عدد أفرادها كبير، فهم بحاجة 2-3 كيلو لبن، ونظراً لأن عبوة اللبن سعة 850 غرام تباع بين 8000-8500 ل س، فإن تأمين اللبن للطبخة ليس بالأمر السهل، أو الذي يمكن تأمينه لكل يوم.
وأضافت: للأسف الحليب ومشتقاته باتوا من المنسيّات لدى العائلات ذات الدخل المتوسط و”المعترين” الذين يبحثون عن الطبخة ذات التكلفة الأقل، حتى يبلغون نهاية الشهر من دون استدانة المال.
التقنين في الطعام:
“التقنين وتعليم الأولاد أن هناك أمور يمكن الاستغناء عنها أفضل وسيلة لتأمين الحاجات الضرورية”، بهذه الحسبة المعيشية والتربوية اختصر أمجد (موظف لديه أربعة أولاد) كيف يقوم بإدارة أمور منزله، شارحاً: “الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء المعيشة مقابل تدني القدرة الشرائية لرب العائلة، جعلني أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن أستدين المال باستمرار وأنا غير قادر على سدادها، وإما أن “أعيش على قدى” وأن أحضر لمنزلي الحاجات الضرورية فقط”.
وبحسب أمجد، الحاجات الضرورية هي الخبز والخضار و”طبخة اليوم” من دون لحوم في معظم الأحيان، مضيفاً: الفطور والعشاء، زيت وزعتر، زيت يرش عليه ملح مع قطع من البندورة والخيار، وأحياناً قد تكون عجينة رقيقة يدهن عليها دبس فليفلة، مدللاً بأن بقية أصناف الفطور كالبيض والحليب واللبنة والجبنة والزبدة والمربى، لم تعد بقائمة أصحاب الدخل المحدود الذين بالكاد استطاعوا تأمين مونة الزيتون والمكدوس، كنوع من التحايل على وجبتي الفطور والعشاء خلال الشتاء في ظل غياب الأصناف الأخرى.
السبب ارتفاع التكاليف:
بدوره، قال صاحب أحد المحال في اللاذقية لـ”أثر” إن الأسعار ارتفعت من المصدر منذ 15 يوماً، سواء كان منتجاً ريفياً أم معملاً، مدللاً بأن كيلو الحليب يباع من أرضه في قرى الريف 6500 ل.س.
وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج هي التي أدت إلى ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، مدللاً بأجور النقل، ارتفاع أسعار العلف، ارتفاع سعر أسطوانة الغاز الصناعي إلى 180000 ل.س، ثمن العبوات البلاستيكية وأكياس النايلون والمطاط.
الجدير بالذكر أنه يتم تحديد أسعار الحليب ومشتقاته من قبل لجنة مسؤولة عن تحديد الأسعار في المحافظة، بناء على ارتفاع تكاليف الإنتاج.
باسل يوسف – اللاذقية