خاص|| أثر برس في ظل الاستعداد لموسم تسويق الحمضيات، يأمل مزارعوها في اللاذقية أن يكون الموسم الحالي أفضل من المواسم السابقة التي عانوا خلالها الأمرين بسبب تعثر تسويق محاصيلهم، مستندين في أمنياتهم على “الهبّة” الحكومية التي استبقت الموسم بخطة عمل موسّعة تشمل وزارت عدّة لضمان تسويق المحصول الذي يعده أهالي اللاذقية استراتيجياً للمحافظة.
وأوضح عدد من مزارعي الحمضيات في ريف اللاذقية لـ”أثر” أنه بالرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج كالأدوية والمبيدات والأسمدة وغيرها، التي أثرت بشكل كبير على الانتاج، إلا أن الثمار جيدة من ناحية الحجم والجودة، معربين عن أملهم في أن تحدد “السورية للتجارة” تسعيرة منصفة لكيلو الحمضيات يتناسب مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، مبينين أن تكلفة إنتاج الكيلو الواحد تتجاوز 1000 ليرة.
وأضاف المزارعون: قيام السورية للتجارة باستجرار المحصول هو قرار جيد بالعموم، ولكنه ليس كافياً، فالسورية لا تستطيع وحدها استجرار كامل المحصول، مدللين بأنه خلال العام الماضي لم تستجر سوى نسبة قليلة من المحصول، فيما اضطر المزارعون لجني المحصول وبيعه بسوق الهال بأسعار متدنية، بوقت عمد مزارعون آخرون إلى تركه يتساقط تحت الشجر.
مخاوف المزارعين تعيد إنتاج نفسها في محافظة طرطوس، حيث أشار عدد من المزارعين لـ”أثر” إلى أنه رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة الأسمدة، إلا أنهم قاموا بتسميد الأشجار للحصول على إنتاج جيد من ناحية الكم والنوع، مضيفين: من حقنا بعد تعب عام كامل أن نحظى بتسويق جيد لمحصولنا وبأسعار مناسبة تضمن لنا ربحاً منصفاً، خاصة أن المحصول يعد مصدر رزق أساسي للكثير من العائلات.
وأجمع المزارعون المنهكون من تراكم معاناتهم مع محصولهم عبر سنوات طويلة في سيناريو التعثر المتجدد سنوياً، على المطالبة بتصنيف الحمضيات كمحصول استراتيجي، وإنصاف المزارعين وذلك بشراء محصولهم بأسعار مقبولة ومنصفة، خاصة بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج.
إنتاج أقل لكن ثمار منافسة!
بدوره، بيّن مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة المهندس نشوان بركات لـ”أثر” أنه بالرغم من تراجع الإنتاج للموسم الحالي مقارنة بالأعوام السابقة، إلّا أن الثمار جيدة من ناحية النوع والحجم، وتتمتع بالمواصفات القياسية التي تجعلها قادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية.
وأكد بركات على ضرورة توفير أسواق تصدير خارجية بالتوازي مع الاستجرار الداخلي للمحافظات الذي تقوم به السورية للتجارة، باعتبار أن الأخير غير كاف، مشيراً إلى أن إنتاج الحمضيات للموسم الحالي يقدر بـ 640 ألف طن، فيما يقدر متوسط حاجة الاستهلاك المحلي بـ450 ألف طن، والكميات المتاحة للتصدير 150 ألف طن.
وأشار بركات إلى أهمية خطة الفريق الحكومي التي تم إقرارها لتسويق المحصول، وخاصة التي تتعلق بقيام هيئة دعم الإنتاج المحلي والصادرات بتحمل 25% من أجور الشحن البري والبحري وفق التعرفة المعتمدة لدى وزارة النقل وذلك من بداية تشرين الثاني ولغاية نهاية آذار، وتحمّل 10% من بداية آذار ولنهاية أيار، بالإضافة لتحديد السعر الاسترشادي للبراد أو حاوية الحمضيات بمبلغ 2000 دولار.
من جهته، أعرب رئيس اتحاد فلاحي اللاذقية أديب محفوض لـ”أثر” عن تفاؤله بأن تسويق محصول الحمضيات سيكون أفضل من الأعوام السابقة بسبب خطة تسويق الحمضيات التي أعلن عنها الفريق الحكومي باكراً أي قبل بداية الموسم، واصفاً الخطة بأنها جيدة وستنعكس إيجاباً على المزارعين، حتى لو تم تنفيذها بنسبة 60 % فقط.
وأكد محفوض على ضرورة توفير أسواق خارجية للتصدير منذ بداية الموسم، تجنباً لتعرض المحصول للكساد، وذلك استناداً إلى أن استجرار السورية للتجارة وحده لا يكفي ولا يشكل سوى نسبة محدودة من الإنتاج.
وحول هواجس المزارعين من تسعير كيلو الحمضيات بسعر لا يتناسب مع كلفة الإنتاج ولا يضمن لهم هامش ربح يعوضهم عن تعب العام كله، أكد محفوض أن المزارعين لديهم مخاوف حقيقية من هذا الأمر، خاصة فيما يتعلق بالتسعير خلال العام الماضي، موضحاً أن تكلفة إنتاج كيلو الحمضيات حسب وزارة الزراعة 900 ليرة، ما يعني أن أي سعر سيتم تحديده لاستجرار المحصول أقل من سعر التكلفة، سيشكّل خسارة للمزارعين.
بدوره، بيّن مصدر في السورية للتجارة لـ”أثر” أن موسم تسويق الحمضيات عن طريق السورية سيبدأ مع منتصف الشهر القادم، وذلك عبر استجرار المحصول من بساتين المزارعين بشكل مباشر، بما يوفر على المزارعين العمولة وأجور النقل وثمن العبوات البلاستيكية.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسر العاملة بزراعة الحمضيات يبلغ حوالي (56556) أسرة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، كما يبلغ متوسط المساحة المزروعة بالحمضيات في سورية نحو 43.8 ألف هكتار.
باسل يوسف