خاص || أثر برس على أعتاب موسم الحمضيات، يتسابق مزارعو الساحل السوري مع الزمن لتسويق إنتاج محصولهم قبل نضوجه بشكل كامل، وذلك للحصول على أسعار مقبولة تعوّض جزءاً بسيطاً من خسارتهم المرتبطة بتكلفة الإنتاج.
في الأسواق، تسلل الليمون صنف “الماير” مبكراً ليتربع بين أصناف الخضار والفواكه، ويباع بسعر يتراوح بين 700-1000 ل.س، حسب حجم الثمرة، فيما يشتكي مواطنون من عدم نضوج الثمار وفقدانها للعصير، إذ قالوا لـ “أثر”: “الثمرة ناشفة ولا يوجد فيها عصير، والواضح أن المزارعين استبقوا نضوج المحصول بإنزاله إلى السوق مبكراً وبيعه بأسعار مرتفعة، في حركة استباقية لانخفاض الأسعار بعد نضوج الثمار وما يترتب عليه من كثرة العرض”.
على مقلب آخر، دافع عدد من المزارعين عن تسويق جزء من محصول “الماير” مبكراً من باب الاستفادة من بيعه بأسعار مقبولة قبل طرحه بكثافة في الأسواق.
وقال المزارع أبو عبد الله: “بالرغم من أن الأسعار تكاد تكون مقبولة بالنسبة للمزارعين، إلا أنها لا تخلو من المنغصات بدءاً بارتفاع مستلزمات الإنتاج من الأسمدة واليد العاملة وأجور النقل التي تضاعفت بشكل ملحوظ هذ العام”، مضيفاً: “المزارع مجبر على قطاف الثمار مبكراً حتى يستطيع إطعام عائلته، خاصة لمن ليس لديه مصدر رزق آخر”.
بدوره، أوضح أبو المزارع محمد أن الأسعار الجيدة للحمضيات شجعت المزارعين على جني صنف الحامض “الماير”، بما يعود بمردود مادي جيد يلبي تكلفة الإنتاج ومستلزماته، وأن السعر بالنسبة للمزارع هو من يحدد القطاف المبكر لأي صنف.
من جهته، أكد مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة المهندس نشوان بركات لـ “أثر” أنه لوحظ خلال الأيام الأخيرة وجود كميات من الحمضيات “حامض ماير” في الأسواق وهي غير ناضجة ونسبة العصير منخفضة جداً، مبيناً أن نسبة العصير في العينات المأخوذة من أسواق طرطوس واللاذقية حوالي 20% وسطياً، في حين أن نسبة العصير يجب ألا تقل عن 38% في الثمار الصالحة للتسويق بالنسبة لصنف “الماير”.
وأشار بركات إلى أن تسويق الحمضيات غير الناضجة يؤدي إلى أضرار كبيرة تتجسد في تدني نوعية المنتج بشكل كبير بحيث لا يحقق رغبة المستهلك، وخسارة كبيرة في وزن المحصول تصل إلى حوالي 25%، بالإضافة إلى رد فعل سلبي لدى المستهلك نتيجة شرائه ثمار غير ناضجة سيئة النوعية في بداية الموسم، ما ينعكس سلباً على الاستهلاك والأسعار خلال فترة النضج النظامية.
وحسب التقديرات الأولية لمكتب الحمضيات، أشار بركات إلى انخفاض كمية إنتاج الحمضيات للموسم القادم في اللاذقية ما بين 30-35%، وذلك بسبب التغيرات المناخية، خاصة موجة الصقيع التي شهدتها المحافظة يومي 18 و19 آذار الماضي خلال مرحلة الإزهار، والتي أثرت سلباً، خاصة على صنف أبو صرة.
وفيما يتعلق بإنتاج طرطوس من الحمضيات، أكد بركات أنه لن يشهد تراجعاً لأن المحافظة لم تتعرض للصقيع كما تعرضت اللاذقية، وكان هناك مراقبة دقيقة وعليه فإنه من المتوقع أن يكون الإنتاج جيداً.
وكانت محافظة اللاذقية قد قدّرت إنتاج الحمضيات للموسم القادم بـ487.64 ألف طن، في انخفاض ملحوظ عن الموسم الماضي الذي بلغ فيه الإنتاج 680 ألف طن.
باسل يوسف – اللاذقية