بالتزامن مع الحديث عن نية أنقرة للتقارب من دمشق، وجّه أحد الصحفيين لنائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، سؤال خلال مؤتمر صحفي حول إمكانية أن تتطور العلاقات الديبلوماسية بين واشنطن ودمشق، ليؤكد أن بلاده لا تتجه لأي تطوير في العلاقات مع سوريا.
وأفادت الخارجية الأمريكية بأن إدارة الرئيس جو بايدن، لن تدعم أي جهود للتطبيع مع الدولة السورية، مطالبة الدول التي تلمح باحتمال حدوث هذا التقارب بإعادة دراسة موقفها قبل الإقدام على أي خطوة عملية من هذا القبيل.
وقال باتل، خلال مؤتمر صحفي: “إن واشنطن لا تنوي تطوير علاقتها الدبلوماسية مع الدولة السورية، ولا تدعم تطبيع علاقات الدول الأخرى معها”.
وحول مستجدات الموقف التركي من التقارب مع دمشق، أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس بتصريحات ظهر فيها لهجة التهديد من جديد، حيث قال: “سنواصل عملياتنا العسكرية وفقاً لأولوياتنا، وكما قُلنا سابقاً أقول اليوم لكلّ العالم، إنه يمكن فجأة وفي ليلة ما، الوصول إلى أيّ مكان في كلّ مرة نتّجه فيها إلى القيام بعملية عسكرية”، مضيفاً: “يلوّحون بأصابعهم رافضين العملية، ونحن نعرف مِثل هذا النفاق والرياء، لكنّنا لن نردّ عليهم، وسنُواصل القيام بما تُمليه علينا أولوياتنا الأمنية”، وأنهى حديثه قائلاً: “من دون شريط أمني بعمق 30 كيلومتراً، فلن تنتهي عملياتنا العسكرية”، وفقاً لما نقلته جريدة “الأخبار” اللبنانية.
فيما نقلت صحيفة “خبر ترك” عن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، قوله: “تل رفعت ومنبج تَحوّلتا أخيراً إلى عشّ للإرهاب، وعملياتنا العسكرية ستتواصل حتى تنظيف المنطقة نهائياً من الإرهاب”، موضحاً أن “موعد العملية سيتحدّد عندما تكتمل الظروف لبدئها”.
وفي هذا الصدد سبق أن أكد زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجتي، المقرب من أردوغان، أن الأخير مصر على إنشاء “المنطقة الآمنة” شمالي سوريا، كما نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن ديبلوماسي تركي مطلع على مجريات ملف التطبيع مع دمشق قوله: “إنه ثمّة أطراف في الإدارة التركية ترفض هذا التقارب ومنهم وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، المقرب من واشنطن”.
فيما يشير الخبراء إلى أن التصعيد العسكري التركي قد يكون أحد مواد التفاوض بين دمشق وأنقرة، حيث قال سابقاً في هذا الصدد عضو الأكاديمية الروسية للأزمات الجيوساسية علي الأحمد، في حديث لـ “أثر”: “هذا التصعيد قد يكون واحدة من أدوات التفاوض بين الجانبين التركي والسوري”، فيما رجّح مقال تحليلي نشره معهد “ستراتفور” الأمريكي للدراسات الأمنية والاستراتيجية أنه تنحصر هذه الاستهدافات التركية على طول خطوط التماس بين تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية”.
يشار إلى أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أكد سابقاً وفي أول موقف رسمي سوري حول الحديث عن عودة العلاقات بين سوريا تركيا، أنه لا شروط لدى دمشق، لكن لكي يحصل هذا التقارب فلا بد من أن تنسحب تركيا من كافة الأراضي السورية وأن توقف دعمها للمجموعات المسلحة، وبدوره أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بخصوص هذا الملف إلى احتمال العودة إلى اتفاقية أضنة التي تم توقيعها بين أنقرة ودمشق عام 1998.