علّقت الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، على الزيارة التي أجراها وزير الخارجية فيصل المقداد إلى جدة، أمس الأربعاء، بناءً على دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان، على حين أكد رئيس الوزراء القطري أن الدوحة قرارها منفرد وهو أن لا يتم اتخاذ أي خطوة في التطبيع مع سوريا ما لم يكن هناك تقدم للحلّ السياسي.
ونقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن “موقف واشنطن واضح، فهي لن تطبع العلاقات مع سوريا في غياب تقدّم حقيقي نحو حل سياسي للصراع الأساسي”.
وأضاف: “لقد أكدنا للشركاء الإقليميين الذين يتعاملون مع الدولة السورية أن الخطوات الموثوقة لتحسين الوضع الإنساني والأمني للسوريين يجب أن تكون في رأس الأولويات وفي صلب أي تواصل مع دمشق”.
وجاء ذلك بعد أن وصل وزير الخارجية فيصل المقداد أمس الأربعاء، إلى جدة تلبيةً لدعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان لعقد جلسات من المباحثات المشتركة، بالتزامن مع عقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول العربية بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق غداً الجمعة، لبحث استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية.
وعلى الرغم من أن المصادر الدبلوماسية العربية أكدت في وقت سابق لصحيفة “الشرق الأوسط” و”وكالة الصحافة الفرنسية” أن “هناك أجواء إيجابية تسود المشاورات الجارية حالياً بين عواصم عربية عدة فاعلة”، سيما في ظل الجهود السعودية المتواصلة لتليين الموقف القطري من استعادة دمشق لمقعدها في الجامعة العربية، فإن رئيس الوزراء القطري أكد اليوم الخميس، “أن الدوحة لن تتخذ أي خطوة للتطبيع مع سوريا من دون خطوات جادة في مسار الحل السياسي”.
وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في لقاء مع تلفزيون قطر الرسمي اليوم الخميس، إنّ “لكل دولة قرارها السيادي بشأن التطبيع مع الدولة السورية”، مشيراً إلى أن “موقف دولة قطر من دمشق واضح ولم يتبدل”.
ويأتي ذلك في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى الاجتماع التشاوري الذي يعقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، غداً الجمعة، في جدة، إذ رجّحت مصادر عربية مطّلعة أن يشهد الاجتماع صدور القرار الحاسم بشأن الموقف من عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي عربي “لم تسمه”، أنّ “المملكة العربية السعودية تسعى إلى ضمان عدم اعتراض قطر على سوريا إلى جامعة الدول العربية في حال طُرح الموضوع للتصويت”.
وأضافت الوكالة أن “المملكة تقود جهود إعادة سوريا إلى الجامعة بالكامل، ولكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي”، لافتةً إلى أن “الغرض من الاجتماع تذليل الخلافات الخليجية حول سوريا قدر الإمكان”.
ونقلت وكالة “رويترز” في 2 نيسان الجاري عن مصادرها، أن السعودية تعتزم دعوة الرئيس بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية في أيار المقبل، مشيرةً إلى أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، سيتوجه إلى دمشق في الأسابيع المقبلة، لتقديم دعوة رسمية للرئيس الأسد لحضور القمة.
أثر برس