اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي “جدعون ساعر” أن سوريا المستقرة لا يمكن أن تكون إلا سوريا فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي مختلفة، وتحترم طرق الحياة المختلفة.
وقال ساعر خلال مشاركته أمس الإثنين، في مؤتمر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “أسمع حديثاً عن انتقال للسلطة في سوريا، وبالنسبة لي هذا سخيف”، مضيفاً أن “الحكومة الجديدة في سوريا هي جماعة إرهابية إسلامية جهادية من إدلب، استولت على دمشق بالقوة، نحن جميعاً سعداء برحيل الأسد، لكن يجب أن نكون واقعيين بشأنهم” وفق ما نقلته قناة “12” العبرية.
وتابع أن “الإسلاميين يتحدثون بشكل لطيف، لكن الحكومة السورية الجديدة تنتقم من العلويين وتلحق الأذى بالأكراد. لن نتنازل عن أمننا على الحدود”.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي إلى أن حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” تعملان في سوريا لإنشاء جبهة أخرى ضد “إسرائيل”، مشدداً على أن “تل أبيب” تنوي اتباع سياسة في التعامل مع التهديدات من الحدود السورية.
واعتبر “ساعر” أن “سوريا المستقرة لا يمكن أن تكون إلا سوريا فيدرالية تضم مناطق حكم ذاتي مختلفة، وتحترم طرق الحياة المختلفة”.
وجاءت تصريحات “ساعر” بعد ساعات من تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” قال فيها: “لن نتيح لهيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد دخول المنطقة الواقعة جنوبي دمشق، ونطالب بإزالة كافة الأسلحة من القنيطرة ودرعا والسويداء وعدم دخول قوات الحكم الجديد إليها”، مضيفاً “لن نسمح لأي تهديد على الطائفة الدرزية في جنوب سوريا”.
وتابع “قواتنا ستبقى في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة (السورية) إلى أجل غير مسمى”.
وبعد 8 كانون الأول شنت “إسرائيل” غارات جوية متعددة على سوريا دمرت خلالها ترسانة الدفاع الجوي السوري، كما توغلت في الجنوب السوري وسيطرت على قمة جبل الشيخ والقنيطرة ووصلت في توغلها أيضاً إلى محافظة درعا.
وفي 29 كانون الثاني الفائت التقى وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، وفداً من الأمم المتحدة برئاسة السفير جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات السلام، واللواء باتريك غوشات قائد قوة مراقبة فض الاشتباك.
وأفادت وكالة “سانا” الرسمية حينها بأنه تم خلال اللقاء “التأكيد على أن سوريا مستعدة للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة وتغطية مواقعها على الحدود، حسب تفويض عام 1974 بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية فوراً”.
وبعد يومين من زيارة الوفد الأممي إلى سوريا دعا لاكروا، إلى إنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية بأسرع ما يمكن، مؤكداً أن احتلال “إسرائيل” لتلك الأراضي “انتهاك واضح” لاتفاقية عام 1974.