خاص || أثر برس اشتكى العديد من أهالي منطقة الخيارة التابعة للكسوة في ريف دمشق لـ”أثر برس” من نوعية الخبز ورائحته الكريهة، ما دفعهم لشراء الخبز السياحي، علماً أن سعر ربطة الخبز السـياحي الصغيرة يتراوح بين 6 – 7 آلاف، أما الكبيرة يتراوح سعرها بين 8 – 10 آلاف.
تقول إحدى المشتكيات لـ”أثر” إنها لم تشتر الخبز من الفرن منذ سنة، نظراً لرائحته ولونه ومذاقه السيئ واضطرت عائلتها في بعض الأوقات لشرائه بدلاً من الخبـز السياحي مرتفع السعر لكنهم لم يستطيعوا تناوله من شدة الرائحة العفنة الموجودة به.
وشاطرها الرأي العم “أبو سيف” إذ توقع خلال حديثه لـ”أثر” وجود تلاعب بالمكيال عند الوزن ما يجعل الكمية أقل وزناً في الرابطة الواحدة، عدا عن شكواه حول قلة النظافة في تحضير الخبـز وعجنه.
كما أكد مصدر أهلي من المنطقة لـ”أثر” أن أرغفة الخبـز التي تتساقط على الأرض يتم وضعها في أكياس وبيعها علماً أنها تتلوث وتصبح مليئة بالغبار والشوائب، مضيفاً أن “الأطفال الذين يعبئون الأرغفة ضمن أكياس لا يرتدون الملابس المخصصة لهم للمحافظة على نظافة الخبز”.
تغيير طاقم الفرن:
في السياق ذاته، أكد رئيس بلدية الخيارة محمد رومية لـ”أثر” أن الفرن كان يعاني من مشكلة في الخبـز من حيث النوعية والجودة، ولكن بالتعاون مع مستثمره والمجلس المحلي تم تغيير طاقم العمل بالكامل لتحسين إنتاجيته وتغطية حاجة الأهالي بشكل كامل، مضيفاً أن “وزن الخبـز أمر هام ولا يمكن التلاعب به وهو مراقب من قبل لجنة وضعها المجلس المحلي”.
وفيما يخص نظافة الخبز، بيّن رومية أنه مشرف عليه “بشكل شخصي”، موضحاً أن “أكثر المشكلات التي يتعرضون لها هي بسبب طلب الأهالي الخبز وتكون مخصصاتهم قد انتهت على سبيل المثال إحدى العائلات مخصصاتها مرتين فقط بالأسبوع ويطلبون الخبز باستمرار ما يسبب مشاكل”.
وأضاف رومية أن الفرن مجهز بآلات حديثة وأدوات كاملة والوقود واليد العاملة ويقدر إنتاجه من الخبز حوالي 3.5 طن.
التموين تؤكد وجود المخالفات:
بدوره، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق نائل اسمندر لـ”أثر” أنه تم إرسال دوريات إلى المنطقة وتم ضبط أكثر من حالة للخبز السيئ، وستتم معاقبة المسؤول عن الأمر.
وكان اسمندر كشف عن وجود أرقام كبيرة لمخالفات تخص الاتجار بالمادة حيث تتم غالباً عن طريق تواطؤ بعض المعتمدين مع عامل الصالة وزيادة مخصصاته ليتم بيعها في الخارج، لافتاً إلى أن سعرها يصل لـ 7000 ل.س.
الجدير ذكره أن عدد من مستثمري الأفران في دمشق وريفها أكدوا لـ”أثر” أن جودة الرغيف تعود لجودة الدقيق حيث تتميز منطقة الكسوة بمطاحنها الجيدة ودقيقها الممتاز، بالإضافة لمنطقة الغزلانية فهي تقدم دقيق جيد النوعية، وعندما يكون الدقيق سيئ النوعية فمن الطبيعي أن يؤثر على جودة الخبز، منوّهين إلى أنه وعلى الرغم من جودة المواد، إلا أن الفضل الأكبر يعود لليد العاملة و(العجّان) نظراً لخبرته في تحديد كمية المقادير المطلوبة ووضعها في الآلة بدقة دون الإكثار من مادة وتخفيف أخرى وبطريقة عادلة.
المخابز تنفي وجود شكوى على الفرن:
من جانبه نفى مدير مخابز ريف دمشق جويد عامر لـ”أثر” وصول أي شكوى تخص منطقة الخيارة أو الكسوة بخصوص جودة الخبز، موضحاً أنه “يتم توزيع مادة الدقيق بشكل مدروس لجميع مناطق ريف دمشق”، بحسب تعبيره.
وأضاف أن لكل منطقة دقيق مخصص لها يختلف عن منطقة أخرى، وذلك يعود بسبب البعد الجغرافي ومصدر القمح مشيراً إلى أن “منطقة الخيارة تأخذ الطحين من مطحنة الكسوة الذي يصنف بالجيد”.
عمالة الأطفال:
يذكر أن “أثر برس” سبق ونشر تقريراً عن تفشي عمالة الأطفال دون الوصول للجهة المسؤولة عن تفشيها وردعها، بوقت أكد المشرف العام على مجمع الخدمات في محافظة دمشق مدير النظافة المهندس عماد العلي في تصريح لـ”أثر” أن عمالة الأطفال ممنوعة ولا يوجد أي قانون يسمح بها.
كما رأى المحامي المختص بالشؤون الاجتماعية رامي الخير خلال حديثه مع “أثر” أن “وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل معنية بضبط ظاهرة عمالة الأطفال بالاشتراك مع عدة جهات حكومية خاصة بعد صدور قانون حماية الطفل الذي وفقاً له لا يجوز أن يعمل الطفل ما لم يتم الـ 15 من عمره، وهذا القانون لم يطبق إلى الآن” لافتاً إلى أن الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية للأهل حالت دون تطبيق هذا القانون حالياً إضافة إلى ضعف الرقابة من قبل السلطة التنفيذية على هذه الظاهرة.
ولاء سبع – ريف دمشق