نشرت وكالة “أسوشيتدبرس” تقريراً عن المستقبل الذي ينتظر “جيش الإسلام” في معقله الأساسي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وأكدت الوكالة أن هذا الفصيل مدعوم سعودياً، وخروجه من الغوطة يجعله أمام خيارين إما الاستسلام أو الموت كونه ليس له نفوذ فعلي بأي منطقة أخرى على الجغرافيا السورية إلا في الغوطة الشرقية.
وقال الباحث الكبير في مركز “المجلس الأطلسي” للدراسات السياسية فيصل عيتاني الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، للوكالة: “إن جيش الإسلام ظاهرة محلية نجمت عن مجتمع معين”، ووصفها بأنها “مخلوقات دوما”، مشككاً بقدرة هذا الفصيل على الوجود في أي منطقة سورية أخرى لا سيما في إدلب، في ظل الصراع على النفوذ بين الفصائل المعارضة الأخرى.
وفي السياق ذاته نقلت “أسوشيتدبرس” عن الناشط المعارض في دوما هيثم بكار قوله: “إن الوضع في المدينة متوتر للغاية بسبب الغموض الذي يلف مستقبل التنظيم، والانسحاب إلى شمال سوريا سيعني نهاية لجيش الإسلام”.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن ما يجري في الغوطة والواقع الجديد الذي يعيشه “جيش الإسلام” يعكس تراجع دور السعودية الداعم الأكبر لهذا الفصيل المصنف كأقوى فصيل معارض.
وخلُص التقرير إلى أن “جيش الإسلام” خياراته باتت محدودة، ومحصورة بين الانسحاب إلى إدلب والبقاء تحت سيطرة “جبهة النصرة” التي شهد معها معارك عديدة طوال فترة وجودهم في الغوطة، والتي أودت بحياة عدد كبير من المدنيين، مما دفع الأهالي إلى الخروج بمظاهرة تطالب بخروج الفصائل من مناطقهم، أما الخيار الثاني فهو أن يسلم قادة الفصيل ومقاتليه أنفسهم للحكومة السورية.
ويأتي هذا التقرير في ظل الحديث عن مفاوضات بين “جيش الإسلام” من جهة والجانب الروسي من جهة أخرى، ناقشوا فيها خيار انسحابهم من دوما إلى منطقة القلمون الشرقي شرط دخول الشرطة الروسية إلى مدينة دوما.
فيما أفاد نشطاء من “المرصد السوري” المعارض هذا الأسبوع أن الجانبين الروسي والسوري رفضا مطلب عناصر “جيش الإسلام” بالسماح لهم بالخروج إلى محافظة درعا الجنوبية الملاصقة للحدود الأردنية، مما يسهل استمرار وصول الدعم السعودي لهم.
فيما يبدو أن مقاتلي “جيش الإسلام” كانوا يعرفون الواقع الذي ينتظرهم منذ بداية عملية الغوطة العسكرية، حيث نشرت صحيفة “الأخبار” اللبناينة تقريراً يؤكد حدوث اشتباكات بين مقاتلي الفصيل الراغبين بتسليم أنفسهم واسلحتهم للحكومة السورية وقادتهم الرافضين لذلك.