خاص || أثر برس عادت الخيم الانتخابية لتظهر بكثافة مجدداً في شوارع ومناطق مدينة حلب وريفها، بعد تأثرها بشكل كبير خلال الدورتين السابقتين لانتخابات مجلس الشعب، بفعل الحرب التي كانت تعيشها المدينة.
وبحسب ما أفاد مراسل “أثر برس” بأنه مع اقتراب موعد انتخابات الدور التشريعي الثالث لمجلس الشعب، بدأ المرشحون المشاركون في الانتخابات، بإقامة الخيم الانتخابية الخاصة بهم، لاستقطاب الناخبين والترويج للبرامج الانتخابية فيها، وسط إقبال شعبي لافت سواء من أقارب المرشحين وأصدقائهم وداعميهم، أو من قبل بعض المارة الذين يستهويهم الدخول إلى الخيمة والاستماع لبرامج مرشحيها الانتخابية.
ولعل أبرز ما ميز أجواء الخيم الانتخابية في حلب هذا العام، كان حضورها القوي ضمن الأحياء الشرقية، والتي كان قد حرمت على مدار الدورتين الماضيتين اللتين أقيمتا في عامي /2012/ و/2016/، من المشاركة أو عيش الأجواء الانتخابية نتيجة سيطرة المجموعات المسلحة عليها آنذاك، لتظهر الخيم مجدداً في أحياء مختلفة من شرق المدينة والمدينة القديمة، للمرشحين القاطنين ضمن تلك الأحياء.
نسبة كبيرة من الخيم التي أقامها المرشحون في العام الحالي، واكبت تطور الحياة، فتخلت عن حلتها التقليدية المتمثلة بالشوادر وبيوت الشعر، لتتم إقامتها سواء ضمن المطاعم أو الفنادق أو المتنزهات والمضافات الخاصة، فيما فضّل مرشحون الاحتفاظ بالشكل التقليدي للخيمة وخاصة منهم المرشحون عن ريف المحافظة.
ورغم محاولة بعض الخيم الانتخابية مواكبة ظروف فيروس كورونا الراهنة، من ناحية إجراء التعقيم لأيدي الداخلين إليها، إلا أن الإجراءات الاحترازية كانت غائبة في معظم الخيم، سواء لناحية التباعد المكاني، أو لناحية مشاهد العناق والتقبيل، عدا عن مسألة توزيع الضيافة وخاصة القهوة المرة التي تمت المحافظة على تقليدها المعتاد عبر تقديمها في فناجين زجاجية موحدة لكافة الزوار.
غياب الإجراءات الاحترازية في الخيم الانتخابية، دفع بوزارة الصحة السورية إلى إصدار بيان حذرت فيه من الاختلاط الزائد وتناول الضيافة في أكواب موحدة، ودعت إلى ضرورة اتباع إجراءات التباعد المكان والالتزام بالتباعد المكاني، حرصاً على عدم انتشار وباء كورونا.
النسبة الكبرى من الخيم الانتخابية لهذا العام، كانت للمرشحين ممن أدرجوا أنفسهم ضمن قوائم مشتركة على اختلاف تسمياتها، في حين سجل حضورٌ لعدد محدود من الخيم التي أقامها المرشحون بشكل إفرادي.
وتعتبر الخيم الانتخابية، من أقدم التقاليد الترويجية المتوارثة في حلب مع اقتراب موعد الانتخابات في كل دورة،
وتمثل أهمية كبيرة للمرشحين الذين يعولون عليها بشكل رئيسي لجلب أصوات الناخبين واستقطابهم، إلا أن نجم تلك الخيم خبا بشكل كبير خلال سنوات الحرب في سورية، قبل أن يعود ويلمع مجدداً بعد عودة الهدوء والاستقرار الأمني إليها.
زاهر طحان – حلب