خاص|| أثر برس تعدّ الخيم الرمضانيّة من أبرز العادات التي تقيمها المطاعم والمنشآت السياحيّة في شهر رمضان المبارك بالعاصمة دمشق، وتتنوع الخدمات التي تقدم فيها من مطعم لآخر، مثل المسابقات والهدايا وفرق الإنشاد والمولوية وتقديم مونولوج المسحراتي والحكواتي وأيضاً حفلات الغناء في بعضها وغيرها، ولكن في ظلّ الظروف المعيشيّة الحاليّة هل بقيت هذه الخيم تعجّ بالزائرين؟
“الدخولية بـ 60 ألف من دون أسعار الطلبات” بهذه الجملة عبرت الشابة رنيم لـ “أثر” عن استبعادها لفكرة الذهاب للخيم الرمضانيّة.
وتابعت قائلة: إذا قررت الذهاب مع عائلتي المكونة من 6 أشخاص فنحتاج لراتبين بأقل تقدير، لذا يبقى الخروج إلى الأسواق والشام القديمة أفضل اختيار.
أما توفيق يروي لـ “أثر” تجربته في الذهاب لإحدى الخيم الرمضانية متحدثاً: ذهبت أنا ورفاقي الثلاثة لإحدى الخيم في مطعم ضمن الشام القديمة وكانت الخدمات تتلخص في تقديم النقرشات وطاولة الزهر وشخص يدعى الحكواتي غير قادر على سرد قصة بشكل مقبول، وطلبنا بعض المشروبات وعند طلب الفاتورة تفاجأنا بمبلغها الخيالي والذي تجاوز الـ 500 ألف، فكانت تجربة فاشلة وبالطبع لن نعيدها.
شاكر، شاب آخر بين لـ”أثر” أنه ذهب لإحدى الخيم الرمضانيّة هو وأصدقائه للترفيه بعد صلاة التراويح، فبلغ رسم الدخول 100 ألف وتضمن المشاركة في مسابقات الحكواتي وتقديم بعض المشاريب الرمضانيّة.
وأضاف: أما أسعار الطلبات الأخرى ازدادت بشكل خيالي، فالأركيلة سعرها 40 ألف وفنجان القهوة 20 ألف والعصائر الطبيعية تفوق 30 ألف، وبالتالي أصبح الخروج لهذه الخيم وللمطاعم بحاجة إلى راتب أو لـ”قرض بنكي”.
السيدة وهيبة أوضحت لـ “أثر” أن الغلاء طال جميع مناحي الحياة وسيؤثر على المطاعم والفعاليات التي تقيمها، واعتبرت أن الخيم رغم ارتفاع أجرة الدخول إليها، إلا أنها تبقى مكاناً للاستمتاع بأجواء شهر رمضان، وتحرص على الخروج إلى هذه الخيم مع صديقاتها وعائلتها.
بدوره، أوضح صاحب مطعم في الشام القديمة لـ “أثر” أن هذه الخيم تلقى رواجاً في هذه المنطقة نظراً لإقبال الأهالي الكبير عليها، ناهيك عن أسعارها المنخفضة مقارنة بأسعار المطاعم الأخرى في الشعلان وأبو رمانة، وبيّن أن رسوم الدخول للخيمة الرمضانية ليست بكل المطاعم، فبعضها يعتبرها إجراءات تقليدية في شهر رمضان لجذب الزبائن.
فيما يبين صاحب مطعم آخر ل، “أثر” أنه استعاض عن إقامة خيمة رمضانية بسبب انخفاض الإقبال على المطاعم، قائلاً بلهجته العامية: “إذا قبل رمضان ما نشوف الناس، كيف هلق؟”
وتابع: في الشهرين الماضيين انخفضت نسبة الإقبال على المطعم من قبل الأهالي بنسبة 80% ما منعنا من إقامة الخيمة، لأنها تحتاج لمصاريف كبيرة وخاصة للمطربين الذين يتقاضون أسعار خيالية قد تتجاوز المليونين لليلة الواحدة، أو لفرقة الإنشاد ناهيك عن المبالغ التي يتقاضاها الحكواتي أو الفنانون الذين يعتبرون نقطة جذب مهمة للخيمة الرمضانية.
وفي السياق ذاته، قال مدير القياس والجودة في وزارة السياحة زياد البلخي لـ”أثر”: “لا يوجد شيء اسمه فتح طاولة أو طلبات إجبارية خلال شهر رمضان أو حتى خارج الشهر وتحت أي مسمى، إلا ذا كانت ضيافة من المحل ولا توضع ضمن الفاتورة”.
وأضاف مدير القياس والجودة في وزارة السياحة: “في حال ورود شكوى تتم معالجة الموضوع وفق البند المحدد لها (تقديم طلبات غير مرغوبة) حيث نقوم بتوجيه إنذار وفي حال التكرار العقوبة إغلاق المحل”.
أمير حقوق – دمشق