أثار المسلسل الخليجي أم هارون جدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي نظراً لحساسية الموضوع الذي يناقشه، حيث تؤدي الممثلة الكويتية حياة الفهد دور قابلة يهودية عاشت في الكويت في النصف الأول من القرن الماضي.
وبرز اسم المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية عرضه خلال شهر رمضان، ولاقى ردات فعل غير متوقعة، بالإضافة إلى مسلسل “مخرج 7” للفنان ناصر القصبي، حيث طالت الاتهامات العملين باعتبارهما يدعوان للتطبيع بشكل غير مباشر.
يتحدث مسلسل “أم هارون” الذي أخرجه محمد العدل وقام بتأليفه محمد وعلي شمس، عن حقبة زمنية مهمة بمنطقة الخليج، لتدور أحداثه حول بطلة العمل وهي امرأة تعاني الكثير من المتاعب بسبب ديانتها اليهودية.
وعرض المسلسل في إحدى حلقاته مقطعاً يحتوي على مغالطة تاريخية، بشأن قيام الكيان الاسرائيلي، وقال المقطع المتداول من الحلقة إن الانتداب البريطاني أعلن قيام “إسرائيل” على أرض “إسرائيل” وليس فلسطين، مما أثار غضب الجمهور واعتبروه إساءة في حق القضية الفلسطينية.
وعبر القيادي في حركة حماس باسم نعيم، رئيس حملة المقاطعة الفلسطينية، عن غضبه بشأن العمل قائلاً: “إن مسلسل أم هارون ليس فناً تطبيعياً، بل هو جريمة تاريخية، وغسيل أفكار وقيم يحاول الإسرائيليون تمريرها منذ عقود”.
رداً على هذه التصريحات أجرى مازن الحايك، المتحدث الرسمي باسم مجموعة mbc، مقابلة مع cnn بالعربية، قال فيها “مسلسل (أم هارون) ليس برنامج سياسي ولا دراما وثائقية، ولا يسعى إلى توثيق مرحلة ما من بلد ما لطائفة أو مذهب ما”.
وانتقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “الخلاصة التي نخرج منها بعد كل الردود الكارهة لليهود أثناء بث مسلسل أم هارون، هي أننا اليوم لسنا شعباً مغلوباً على أمره يستغيث بالآخرين، وإنما دولة عاقدة العزم على النضال من أجل سلامة وأمن مواطنيها”.
بالمقابل جاء مسلسل “حارس القدس” رغم ضعف الإمكانيات مقارنة بمسلسل أم هارون ليجذب العالم العربي له من خلال السيرة الذاتية للمطران هيلاريون كابوجي والذي ترأس كنيسة الروم الكاثوليك في السبعينيات وعمل على مساعدة المقاومة الفلسطينية إلى أن اعتقل وأبعد عن فلسطين.
المفارقة في حارس القدس وأم هارون أن الأول يرصد سيرة حقيقية لمناضل دون تزييف للوقائع والثاني يرصد قصة وهمية ليهودية مجهولة الهوية والنسب ويحاول أن يفرضها كرواية واقعية إنسانية.
مسلسل “أم هارون” وتوأمه “المخرج 7” لن يُؤثرا سلباً على شرعية القضية الفلسطينية وعدالتها، والتفاف العرب حولها، بل على الذين يقفُون خلفهما، خاصةً أمام شعوبهم التي لم تقبل بهذه المحاولات، وستتحرك لإيقافها في المُستقبل القريب، والقضية الفلسطينية قضية أمّة وعقيدة وعدالة، ومن الصعب أن يُؤثر عليها مسلسل من هنا وآخَر من هناك تمدحه السلطات الإسرائيلية.