نفّذت القوات الأمريكية بعد منتصف ليل أمس الجمعة، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع في سوريا والعراق، معلنة أن هذه الاستهدافات جاءت رداً على الهجوم الذي طال القاعدة الأمريكية عند الحدود السورية- الأردنية والذي تسبب بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة آخرين.
ونشرت وزارة الدفاع السورية اليوم السبت، بياناً أكدت فيه أن الغارات تسببت باستشهاد عدد من العكسريين والمدنيين، وجاء فيه: “شنت قوات الاحتلال الأمريكي فجر اليوم عدواناً جوياً سافراً على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سوريا، وبالقرب من الحدود السورية ــ العراقية ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة”.
وأضاف البيان أن “المنطقة التي استهدفتها الهجمات الأمريكية شرقي سوريا هي ذاتها المنطقة التي يحارب فيها الجيش العربي السوري بقايا تنظيم داعش الإرهابي وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعاً ميدانياً لها سواء في سورية والعراق بكل الوسائل القذرة”.
وخلُص البيان إلى أن “احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر وتؤكد القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة استمرارها في حربها ضد الإرهاب حتى القضاء عليه وعزمها على تحرير كامل الأراضي السورية من كل إرهاب واحتلال”.
وأفادت مصادر “أثر” بأن الغارات الأمريكية بدأت أواخر ساعات أمس الجمعة وطالت محيط مزار “عين علي” بالقرب من مدينة “القوريّة” شرقي دير الزور، كما استهدفت أحد مراكز القوات الرديفة للجيش السوري في بلدة “الهري” التابعة لمدينة “البوكمال” الحدودية مع العراق، ونقاطاً في حي “الهجانة” وحي “التمو” في مدينة “الميادين”، ونقاطاً في محيط قلعة “الرحبة” الأثرية.
وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي الأمريكي استهدف أيضاً نقاطاً بمعسكرات بلدة “عياش” في الريف الغربي، كما نفّذ غارات على موقع بالقرب من مبنى كلية التربية السابق وحي “هرابش” شرقي دير الزور، وكذلك المنطقة المحيطة بمطار دير الزور العسكري.
وبعد هذه الاستهدافات، نشرت القيادة المركزية الأمريكية بياناً أكدت فيه أن قواتها شنت غارات جوية في العراق و سوريا طالت أكثر من 85 هدفاً، موضحة أنها استخدمت 125 ذخيرة دقيقة التوجيه.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد منتصف ليل أمس الجمعة أن هذه الغارات تمت بتوجيه منه، مشيراً إلى أن الغارات هي رد على الهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية عند الحدود السورية- الأردنية، وقال: “ردنا بدأ اليوم.. وسوف يستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”، متابعاً: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم، ولكن ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا ما يلي.. إذا قمت بإيذاء أمريكي، فسنرد”.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: “وزارة الدفاع الأمريكية في المراحل الأولى لتقييم الأضرار الناجمة عن الضربات، لكننا نعتقد أن الهجمات كانت ناجحة، وفي الوقت الحالي، ليست لدينا معلومات عن عدد القتلى أو المصابين”، موضحاً أن الاستهدافات طالت 3 منشآت في العراق، و4 في سوريا.
وعلّق عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور روجر ويكر، بقوله هو في بيان: “إن هذه الضربات العسكرية موضع ترحيب، لكنها جاءت ثأراً متأخراً للغاية بالنسبة للأمريكيين الشجعان الثلاثة الذين لقوا حتفهم، ولما يقرب من 50 جريحاً”.
وفي 28 كانون الثاني الفائت أعلنت القيادة المركزية الأمريكية مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة العشرات في هجوم بطائرة من دون طيار استهدف قاعدة في شمال شرقي الأردن، وأكدت المقاومة العراقية مسؤوليتها عن هذا الهجوم.