تحدث الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة أجراها مع قناة ” Rai news 24″ الإيطالية عن الطريقة التي يصور فيها الغرب الحرب على سورية، وعن طبيعة الوجود الروسي في البلاد، كما توسع في حديثه عن ممارسات النظام التركي وتدخله اللاشرعي في سورية.
وقال الرئيس الأسد، خلال المقابلة عن طريقة تعاطي الغرب مع الحرب على سورية: “لم يكن الوضع -كما تحاول الرواية الغربية تصويره-أن السوريين يقاتلون بعضهم بعضاً، أو أنها حرب أهلية كما يسمونها، هذا تضليل، واقع الحال هو أن الإرهابيين كانوا يسيطرون على تلك المنطقة ويطبقون قواعدهم، وعندما لا يعود أولئك الإرهابيون موجودين، سيعود الناس إلى حياتهم الطبيعية ويعيشون مع بعضهم بعضاً، لم تكن هناك حربٌ طائفية ولا حربٌ عرقية ولا حرب سياسية، بل كان هناك إرهابيون مدعومون من قوى خارجية ولديهم المال والسلاح، ويحتلون تلك المنطقة”.
وفي سؤال حول المفاوضات التي تجري بين روسيا وتركيا، أكد الرئيس الأسد أن روسيا ملتزمة بالقوانين الدولية، حيث قال: “لفهم الدور الروسي، علينا أن نفهم المبادئ الروسية، الروس يعتبرون أن القانون الدولي، والنظام الدولي الذي يستند إليه، هو في مصلحة روسيا ومصلحة العالم أجمع، وبالتالي، فإن دعم سورية، بالنسبة لهم، هو دعم للقانون الدولي”.
وأضاف “النقطة الثانية هي أن عملهم ضد الإرهابيين هو في مصلحة الشعب الروسي وفي مصلحة العالم بأسره، وبالتالي، فإن قيامهم بمساومات مع تركيا لا يعني أنهم يدعمون الغزو التركي، لكنهم أرادوا أن يلعبوا دوراً لإقناع الأتراك بأن عليهم أن يغادروا سورية، إنهم لا يدعمون الأتراك، ولا يقولون: هذا واقع جيد ونحن نقبله، ويتعين على سورية قبوله”.
وأكد أن سبب المحادثات بين روسيا وتركيا هو الدور الأمريكي السلبي، والدور الغربي السلبي فيما يتعلق بتركيا والأكراد، مشيراً إلى أن تدخل روسيا جاء بهدف تحقيق التوازن مع ذلك الدور، لجعل الوضع أقل سوءاً.
كما شدد الرئيس الأسد على أن الروس أولويتهم في سورية هي الحفاظ على السيادة السورية، حيث قال: “الروس لم يساوموا بشأن السيادة، إنهم يتعاملون مع الواقع وهناك واقع سيئ، وبالتالي عليك أن تنخرط فيه، ولا أقول للمساومة، لأن هذا ليس حلاً نهائياً، قد تكون مساومة فيما يتعلق بوضع قصير الأمد، لكن على المدى الطويل، أو المتوسط، ينبغي على تركيا أن ترحل ليس هناك أي شك في ذلك”.
وحول احتمال حدوث لقاء بينه وبين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قال الرئيس الأسد: “لن أشعر بالفخر إذا تعين عليّ ذلك يوماً ما؛ بل سأشعر بالاشمئزاز من التعامل مع مثل هذا النوع من الإسلاميين الانتهازيين، ليسوا مسلمين، بل إسلاميين، وهذا مصطلح آخر، مصطلح سياسي، لكنني أقول دائماً إن وظيفتي لا تتعلق بمشاعري، ولا بأن أكون سعيداً أو غير سعيد بما أفعله، وظيفتي تتعلق بمصالح سورية. وبالتالي، أينما كانت تلك المصالح، فسأتجه”.
ويأتي حديث الرئيس الأسد بالتزامن مع الخروقات التي تقدم عليها تركيا في سورية من تعدي على السيادة السورية واحتلال أراضيها وقتل مدنييها وغيرها من الخروقات.