أثر برس

الرئيس الأسد حسم ملف التقارب من تركيا.. كيف يُفسّر الصمت التركي؟

by Athr Press Z

بدا واضحاً أن الرئيس بشار الأسد، بزيارته إلى موسكو واللقاءات الصحافية التي رافقتها، أعاد رسم الخطوط العريضة للسياسة السورية، سواء فيما يتعلق بالتقارب مع تركيا أوالدول العربية، أم فيما يتعلق بمواقفها الخارجية وعلاقتها مع حلفائها، وغيرها من الملفات التي حسم الجدل عن مصيرها.

من أبرز الملفات كانت ملف التقارب السوري- التركي، حيث جدد الرئيس الأسد التعبير عن موقف بلاده الحاسم بقوله: “بالنسبة للقاء مع الرئيس أردوغان فهذا مرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب في سوريا، هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن يكون هناك لقاء بيني وبين الرئيس أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟”.

صحيفة “الأخبار” اللبنانية تناولت في صفحاتها تصريحات الرئيس الأسد، حيث قالت: “بدا الرئيس الأسد جازماً في اشتراطه، لرفع مستوى التواصل مع أنقرة، ووضع جدول زمني واضح لسحب الأخيرة قوّاتها من الأراضي السورية، وقال: إذا كان موضوع الانسحاب من سوريا سيحقّق لإردوغان الفوز في الانتخابات فليست لدينا مشكلة، لكن أولويتنا هي للانسحاب واستعادة السيادة”، وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الأسد، عن الدول العربية سيما السعودية لافتة إلى أن “لهجة الرئيس الأسد بدت دافئةً حيال السعودية، منبئةً بإمكانية أن تشهد علاقات البلدَين، في المدة المقبلة، تطوّرات طيّبة، خصوصاً مع انخفاض مستوى التوتّر السعودي- الإيراني”.

ونشرت “الشرق الأوسط” مقالاً أشارت فيه إلى أن: “حافظ الأسد على مواقفه المعلنة حول موضوع التطبيع مع تركيا، وجدد شروطه للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأكثر من ذلك أنه سخر من تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار حول أن الوجود التركي في سوريا ليس احتلالاً، ورأى فيه (لهجة من القرون الماضية عندما كانت القوة العسكرية تحدد مساحة نفوذ الدولة)”.

بينما نشر موقع قناة “الحرة” الأمريكية تقريراً تحليلاً لفتت فيه إلى الموقف التركي من تصريحات الرئيس الأسد، عن التقارب مع تركيا ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث جاء في التقرير: “لم يصدر أي تعليق من الجانب التركي حتى اللحظة سواء بشأن الشروط التي وضعها الرئيس الأسد أم فيما يتعلق بعدم انعقاد اللقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية، وكذلك الأمر فيما يتعلق بروسيا الراعية لمسار الحوار بين أنقرة ودمشق، وإيران” مضيفة أنه “لطالما اعتبر مراقبون أتراك وسوريون أن الطريق الخاص بإعادة العلاقات بين تركيا وسوريا سيكون وعراً، لاعتبارات تتعلق بطبيعة الملفات الخلافية القائمة، منذ سنوات بعيدة، في حين فتح اللقاء على مستوى وزراء الدفاع في موسكو باباً هو الأول من نوعه منذ أكثر من عقد، إلا أن الرياح التي هبّت منه بعد ذلك حملت تفاصيل المشهد المعقّد” ونقلت عن المحلل والباحث التركي المقيم في أنقرة، عمر أوزكيزيلجيك، قوله: “إن الشروط التي عبّر عنها الرئيس بشار الأسد هي تذكير قوي لصانعي السياسة الأتراك بالمشكلة في سوريا”.

وكذلك لفت موقع قناة “الميادين” نشر مقالاً أفاد بأنه “منذ اللحظة الأولى لبدء مسار التقارب السوري- التركي ترفض دمشق تقديم هدايا مجانية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يقف على أعتاب مرحلة مهمة جداً من تاريخه السياسي، لجهة مواجهته وفريقه تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمالي سوريا يوم السادس من شباط الفائت، والذي خلف أضراراً فادحة ودماراً كبيراً في العديد من المدن والبلدات التركية، في الوقت الذي يُحضر لخوض معركة الانتخابات الرئاسية الضارية في مواجهة المعارضة التركية التي تحشدت في وجهه، في ظل وجود قلق إردوغاني حقيقي من خسارة تلك الانتخابات في هذه الظروف”.

يبدو أن الرئيس الأسد، بتجديد الحديث عن موقف بلاده من مسار التقارب السوري- التركي، وضع حداً للتصريحات التركية التي تشير باستمرار إلى تحقيق خطوات مهمة وجدية في هذا المسار دون تنفيذ أي من المطالب السورية، الأمر الذي يبدو أنه يفسّر سبب غياب أي تعليق تركي رسمي على تصريحات الرئيس الأسد.

أثر برس 

اقرأ أيضاً