وصل اليوم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ بداية الحرب السورية، التقى خلالها بالرئيس بشار الأسد.
وحضر المباحثات من الجانب السوري رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس، ووزير الخارجية فيصل المقداد، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، والمستشارة الخاصة في بثينة شعبان، ورئيس هيئة الأركان العماد عبد الكريم إبراهيم ، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين والدكتور أيمن سوسان، والمستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية ولونا الشبل، والسفير السوري لدى العراق صطام الدندح.
وأعرب الرئيس الأسد، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع السوداني، عن ترحيبه بالضيف العراقي، مؤكداً أن “هذه الزيارة ستشكل نقلة فعلية في إطار العلاقات الأخوية، خاصة أنها تأتي في ظل تحسن الأوضاع العربية واستعادة العراق لدوره”، مضيفاً أن “هذه الزيارة فرصة لبناء علاقة مؤسسية وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن “النقاش تناول الوضع العربي الإيجابي بشكل نسبي وليس بالمطلق، وضرورة الاستفادة من ذلك لتعزيز العلاقات العربية-العربية”، لافتاً إلى أن اللقاء تطرق أيضاً إلى الملف الاقتصادي في ظل العقوبات المفروضة على سوريا.
من جانبه أعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره للرئيس الأسد على الدعوة لزيارة سوريا، مؤكداً أن “العراق يعمل مع كل الدول الداعمة للاستقرار على تعافي سوريا اقتصادياً وهذا من مصلحة العراق” داعياً إلى رفع الإجراءات الغربية القسرية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أنها تفاقم معاناة السوريين.
وشدد الرئيس الأسد والسوداني على الملفات المشتركة التي تجمع الجانبين السوري والعراقي سواء بما يتعلق بالملف الأمني والاقتصادي والخدمي، حيث أكد الرئيس الأسد أنه خلال الحرب توحّدت الساحات العراقية والسورية، مشيراً توحيد الساحات حمى الخاصرتين الغربية للعراق والشرقية لسوريا، وفي هذا الصدد أكد السوداني أن وجود “تحديات مشتركة علينا مواجهتها ولا سيما التحديات الأمنية عند الحدود بين البلدين” وعلى الصعيد الخدمي لفت الرئيس الأسد إلى سوريا والعراق يشتركان بالتحدي المرتبط بنقص المياه نتيجة سرقة قسم كبير من حصة سوريا والعراق في مياه دجلة، وما يعنيه هذا الشيء من عطش وجوع وإلحاق الضرر بالمزروعات، وانتشار الأمراض، بدوره أكد السوداني “كلا البلدين يواجهان تحدي شح المياه ويجب التحرك والحديث مع دول المنبع” وعلى صعيد الاقتصاد، أكد الرئيس الأسد، أن العلاقات الاقتصادية البينية ستكون هي المحور الذي سيتم متابعته لاحقاً.
كما تطرق الرئيس الأسد، إلى ملف المخدرات، والذي وصفه بأنه “الآفة الأخطر” نتيجة قدرتها على تدمير المجتمعات.
ويعتبر العراق من الدول العربية التي لم تقطع علاقاتها مع سوريا خلال فترة الحرب، وكان من الدول التي قادت مسار التقارب العربي- السوري، حيث كان حاضراً في الاجتماع الخماسي بين وزراء خارجية سوريا والعراق والأردن ومصر والسعودية الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان والذي تم على إثره عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
وسبق أن نقلت صحيفة “العرب” عن أوساط ومحافل رسمية وغير رسمية عراقية تأكيدها أن “صورة المشهد الإقليمي العام تغيرت وتبدل كثير من ملامحها ومعالمها وألوانها، وما لم يكن ممكناً ومتاحاً وخارج نطاق الافتراضات والتوقعات، بات اليوم ضمن إطار الحقائق والمعطيات المتحركة على أرض الواقع”، مشيرة إلى أن هذا التغير حصل بعد عوامل عدة أبرزها “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بعد قطيعة كاملة دامت سبعة أعوام، و الاتجاه العام في مختلف الأطراف المتخاصمة نحو التوافقات والتفاهمات البناءة وفق قاعدة المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة”.