تناول الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مقابلته مع وكالة “روسيا سيغودنيا” الإخبارية جملة من الملفات السورية لا سيما الاقتصادية والسياسية.
وحول مسألة احتمال الحصول على قروض واعتمادات جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي قال الرئيس السوري: “في وضعنا الاقتصادي، من المهم جداً السعي للحصول على قروض، لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي اتخاذ هذه الخطوة دون أن تكون لدينا القدرة على تسديد هذه القروض، وإلا فإن ذلك سيشكل عبئاً وسيكون ديناً، ولذلك، فللمسألة وجهان مسألة التحدث عن القروض مطروحة، وقد ناقشناها مع نظرائنا الروس، لكن علينا أن نحضّر لمثل تلك الخطوة قبل اتخاذها جدياً، أو لنقل عملياً”.
وعند سؤاله حول الدستور ومحادثات جنيف قال: “الشعب السوري لا يفكر بالدستور، ولا أحد يتحدث عنه، واهتماماتهم تتعلق بالإصلاحات التي ينبغي علينا القيام بها والسياسات التي نحن بحاجة لتغييرها لضمان تلبية احتياجاتهم، هذا ما نناقشه حالياً، وهنا تنصّبُ اهتماماتنا، وهنا تركز الحكومة جهودها” مضيفاً “غيرنا الدستور عام 2012، والآن نناقش الدستور في محادثات جنيف، عقدنا جولة من المفاوضات قبل نحو شهر، وبالتالي فإن كورونا أجل تلك الجولات لكنه لم يوقفها، في النهاية، فإن مفاوضات جنيف هي عبارة عن لعبة سياسية، وهي ليست ما يركز عليه عموم السوريين”.
وفي هذا السياق تحدث الرئيس الأسد عن الانتهاكات التركية في سورية بقوله: “سأصف سلوك أردوغان بأنه خطير، ولأسباب مختلفة.. خصوصاً بعد علاقته الفاضحة مع داعش في سورية، والجميع يعرف أن داعش اعتاد بيع النفط السوري عبر تركيا وتحت مظلة القوات الجوية الأمريكية وبتورط الأتراك طبعاً في بيع النفط، وبالتالي، فإن هذا هدفه، وهذا خطير، سواء كان المجتمع الدولي يعرف بهذا أو لا، وعبارة المجتمع الدولي تقتصر فعلياً على بضع دول، أي القوى العظمى والدول الغنية، ولنسمي هؤلاء المؤثرين في الساحة السياسية. فغالبية هذا المجتمع الدولي متواطئة مع تركيا في دعم الإرهابيين. إنهم يعرفون ما تفعله تركيا، وهم سعداء بما تفعله تركيا، فتركيا ذراع تلك الدول في تنفيذ سياساتها وأحلامها في هذه المنطقة، وبالتالي لا نستطيع أن نراهن على المجتمع الدولي على الإطلاق، تستطيع المراهنة على القانون الدولي، لكنه غير موجود، فليست هناك مؤسسة لتطبيق القانون الدولي، ولذلك، علينا أن نعتمد على أنفسنا في سورية وعلى دعم أصدقائنا”.
وفي معرض إجابته على سؤال فيما إذا كانت تأمل سورية من الرئيس الأمريكي الذي سيُنتخب قريباً إعادة النظر بالعقوبات المفروضة على سورية، قال: “نحن لا نتوقع عادة وجود رؤساء في الانتخابات الأمريكية، بل مجرد مديرين تنفيذيين لأن هناك مجلساً، وهذا المجلس يتكوّن من مجموعات الضغط والشركات الكبرى مثل المصارف وصناعات الأسلحة والنفط وغيرها”.
وعند سؤاله حول احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة قال: “من المبكر الحديث عن ذلك، لأنه ما يزال لدينا بضعة أشهر، أستطيع أن أتخذ هذا القرار في بداية العام القادم”.