أثر برس

الرئيس الأسد: عندما نعود إلى دمشق ستتم لقاءات من أجل وضع آليات لتحويل العناوين إلى مشاريع عمل تطبيقية

by Athr Press Z

أكد الرئيس بشار الأسد، في لقاء أجراه مع  تلفزيون الصين المركزي  CCTV، أنه أجرى خلاله زيارته إلى الصين لقاءات عدة مع المسؤولين الصينيين، مؤكداً أن تمت مناقشة عدد من المشاريع الاقتصادية وكذلك على الصعيد السياسي، فأكد أن المبادرات الصينية في العالم تمهّد لشكل جديد من السياسة في العالم.

على صعيد الاقتصاد، أكد الرئيس الأسد، خلال اللقاء الذي أجراه مع تلفزيون الصين المركزي، أن الوضع الاقتصادي الحالي في سوريا سيء، وقال: ” الجانب الاقتصادي، جانب التنمية بالنسبة لنا في سوريا يعنينا كثيراً، لأن سوريا الآن معرضة لحصار اقتصادي سيئ وقاسٍ وخطير من الغرب يهدف لتجويع الشعب السوري، هذا جانب مهم بالنسبة لنا، وكان أحد العناوين الواسعة التي توسعنا فيها مع المسؤولين الصينيين وفيه عدة جوانب، طبعاً الصين تقدم مساعدات إنسانية لسورية وتلعب دوراً مهماً في تخفيف المعاناة، نحن وضعنا عناوين، عندما نعود إلى دمشق ستتم لقاءات واجتماعات من أجل وضع آليات لتحويل هذه العناوين إلى مشاريع عمل تطبيقية”.

وشدد الرئيس الأسد على ضرورة أن يكون هناك “مشاريع مشتركة واحتكاك بين الخبرات الصينية والخبرات السورية في مشاريع ذات طابع اقتصادي وصناعي”.

وأكد الرئيس الأسد أن سوريا أمام تحديين، الأول: داخلي مرتبط بالحرب والحصار، وآخر خارجي: مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي، نتيجة آثار كورونا وآثار الحرب في أوكرانيا، موضحاً أن “كل هذه الأشياء أدت لارتفاع كل الأسعار وارتفاع أسعار الفائدة على الدولار وبالتالي أيضاً زاد من الصعوبة على كل الدول”.

وأمام هذه التحديات قال الرئيس الأسد: ” هذا لا يعني بأننا لا نستطيع أن نقوم بشيء وهذا أحد العناوين لهذه الزيارة، هنا يكون دعم الدول الصديقة حيوياً وأساسياً” مضيفاً أنه “إذا تمت إعادة البناء، سوريا لها مستقبل كبير جداً وأنا لا أتحدث من فرضيات ولا من آمال ولا من توقعات أنا أتحدث من الوضع قبل الحرب، كان نمو سوريا بأفضل بمستوياته قريب الـ7% وهي نسبة عالية جداً لبلد إمكانياته محدودة، لم يكن لدينا ديون نحن لم نكن بلد مديون، كنا نأخذ قرض ونسدد قرض مباشرة” موضحاً أن سوريا كانت تصدر الحمضيات والقمح وكانت تتمكن من تطوير صناعاتها.

ولفت الرئيس الأسد، إلى أن الحرب في سوريا لم تنته، موضحاً أن سوريا بسبب موقعها الجغرافي كانت منذ التاريخ القديم ممر للغزوات، وقال: “كلما كان يأتي محتل كان يدمر المدن وهذا هو تاريخ سوريا ولكن كان يعاد بناؤها وبكل تأكيد الشعب السوري قادر على إعادة بناء بلده عندما تتوقف الحرب وينتهي الحصار”، مضيفاً أن “المشكلة هي الآثار الاجتماعية التي يمكن أن تظهر يعني عندما تخسري شيء مادي تعيدي بناؤه ولكن عندما تخسري شيء فكري وثقافي يذهب لا يعود”.

كما قيّم الرئيس الأسد انضمام سوريا إلى مبادرة “الحزام والطريق” عام 2022، قيّم الرئيس الأسد، أهمية هذه المبادرة بقوله: “لا نستطيع أن نفصل بين مبادرة الحزام والطريق عن المبادرات الأخرى التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مبادرة الحضارة العالمية، والتنمية العالمية، والأمن العالمي، لأنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية من دون أمن ولا يمكن أن يكون هنالك تنمية أمن إن لم نحافظ على الجوانب والحضارية والأخلاقية في العلاقات بين الدول، لا يمكن أن تكون التنمية تعني أن تسحق هوية دولة أخرى، فلذلك أنا لا أقول أن هذه المبادرة هي مبادرة صينية أقول بأنها أصبحت مبادرة عالمية” متابعاً أن “الحزام والطريق هو التطبيق الأهم بالنسبة لهذه المبادرة الآن”.

وعلى الصعيد السياسي، أشار الرئيس الأسد، إلى الدعم الذي قدمته الصين لسوريا على سنوات الحرب في المحافل الدولية، ونوّه إلى المبادرات الصينية الأخيرة لا سيما المبادرة التي نتج عنها المصالحة السعودية- الإيرانية، وعلّق على هذه المبادرة بقوله: “المصالحة السعودية- الإيرانية كانت إنجازاً كبيراً جداً وغير متوقع لكنه كان مفاجئة جميلة جداً لأن هذه المشكلة عمرها أربعة عقود أو أكثر بقليل وكانت تمثل النموذج الغربي وتحديداً الأمريكي لخلق عدة مشاكل بين عدة أطراف ومن ثم تقوم الولايات المتحدة بابتزاز هذه الأطراف من أجل تحقيق مصالحها الخاصة ومن يدفع الثمن هذه الدول والمنطقة التي تعيش فيها هذه الدول تلك الدول”.

ووصف الرئيس الأسد، هذه المبادرة بأنها “أكبر من مجرد مصالحة” مؤكداً أن القضية كانت قضية استقرار وقال: “هذا جانب سينعكس علينا كلنا في الشرق الأوسط بشكل إيجابي لأن هذه المشكلة دفعنا ثمنها لعدة عقود واليوم نحن نشعر بالاطمئنان تجاه هذه النقطة”.

وتابع الرئيس الأسد، “نتمنى أن تستمر الصين بلعب دور سياسي يتصاعد كما نرى بشكل مستمر لأن هذا الدور السياسي لا ينفصل عن مبادرات بما فيها مبادرة الأمن العالمي لأنها تخلق استقرار”.

وأكد الرئيس الأسد،  أن زيارته إلى الصين كانت مثمرة إلى درجة كبيرة، وقال: “في هذه الزيارة استثمرنا هذا الدور الكبير الذي لعبته الصين خلال السنوات العشر الماضية مع التطور الاقتصادي، مع المبادرات السياسية والتنموية، مع دور الرئيس شي جين بينغ لكي نصل إلى زيارة أستطيع أن نقول بأنها مثمرة إلى درجة كبيرة، وأعتقد بأنها كانت زيارة ناجحة بشكل حقيقي وفعلي بكل المعايير”.

وبدأ الرئيس الأسد، زيارته إلى الصين يوم الخميس 21 أيلول الجاري، وكانت الزيارة الأولى له منذ عام 2004، وتم في اليوم الأول من هذه الزيارة توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مع الصين، شملت 3 وثائق: “اتفاق تعاون اقتصادي، ومذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق”.

أثر برس

اقرأ أيضاً