تحدث الرئيس السوري بشار الأسد ، في لقاءه الإعلامي الأخير عن جملة من الملفات السورية، لا سيما الحرب على سورية والوجود الأجنبي في الأراضي السورية وغيرها.
حيث قال في لقائه على وكالة “روسيا سيغودنيا” الإخبارية رداً على سؤال عما إذا كان يمكن القول إن الحرب في سورية انتهت: “لا، بالتأكيد لا، فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل، هذا ما نعتقده”، لافتاً إلى وجود العديد من المحطات خلال فترة الحرب يمكن اعتبارها نقاط تحول.
وفي معرض حديثه عن الوجود الأمريكي اللا شرعي قال: “هذا احتلال، وفي هذه الحالة، نحتاج إلى القيام بأمرين: أولاً، التخلص من الذريعة التي يستخدمونها للاحتلال، أي الإرهابيين، في هذه الحالة، “داعش”، فمعظم العالم يعلم أن تنظيم “داعش” أنشأه الأمريكيون ويدعمونه، فهم يعطونه مهام مثل أي قوة أمريكية أخرى، وعلينا التخلص من هذه الذريعة، لذا فإن القضاء على الإرهابيين في سورية هو أولويتنا القصوى، وإذا لم يرحل الأمريكيون والأتراك بعد ذلك، فإنه بطبيعة الحال، ستبدأ المقاومة الشعبية وهذا هو السبيل الوحيد” مشدداً على أنهم “لن يجبروا على الرحيل بالمناقشات أو بالقانون الدولي لأنه غير موجود، ولا توجد وسيلة أخرى إلا المقاومة وهذا ما حدث في العراق، ما الذي دفع الأمريكيين للرحيل عام 2007؟ كان نتيجة مقاومة الشعب العراقي”.
وعند سؤاله عن طبيعة الوجود الإيراني في سورية أجاب: “ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جداً إنهم يدعمون سورية، يرسلون الخبراء العسكريين ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويتواجدون مع الجيش السوري”، مضيفاً أن: “المسألة الإيرانية ذريعة للاستمرار باحتلال أراضٍ سورية ودعم الإرهابيين، والطريقة الوحيدة بالنسبة لهم لتنفيذ ما يقولونه هي عندما تصبح سورية دولة ألعوبة في يد الولايات المتحدة، هذا ما يريدونه ولا شيء آخر، كل شيء آخر يتحدثون عنه لا يعدو كونه أكاذيب وادعاءات زائفة لذلك، لا أعتقد أن هناك أي حل حقيقي مع الأمريكيين طالما أنهم لا يريدون تغيير سلوكهم”.
كما أشار الرئيس السوري خلال اللقاء إلى أن الدولة تسعى إلى تطوير خبرات الجيش السوري وقدراته الدفاعية، وخص بحديثه اهتمام سورية بالحصول على منظومات “إس300″ حيث قال: ” لدينا أولويات، نحن لا نتحدث بالضرورة عن الصواريخ، قد تكون هناك أولويات أخرى في الوقت الحالي فيما يتعلق بالصراع على الأرض لدينا خطة كاملة، لكن يجب أن نتصرف وفقاً للأولويات” مشيراً إلى أن دمشق عادة لا تتحدث عن تفاصيل خططها العسكرية، لكن الأمر بشكل عام يتعلق بتحديث الجيش السوري من جميع النواحي.
وحول المفاوضات الروسية-التركية –الأمريكية التي تدور حول إدلب قال الأسد: ” لا أعتبرها فعالة لسبب واحد بسيط: لو كانت فعالة، لما اضطررنا إلى تنفيذ أعمال قتالية مؤخراً في العديد من مناطق حلب وإدلب، لأن النظام التركي كان عليه إقناع الإرهابيين بمغادرة المنطقة وتمكين الجيش السوري والحكومة والمؤسسات السورية من السيطرة عليها، لكنهم لم يفعلوا ذلك”.