بالتزامن مع التطورات السياسية التي تشهدها الساحة السورية، والتي وصفها عدد من الزعماء والقادة في الشرق الأوسط بـ”الإيجابية” تتكثف الاتصالات السورية- الإيرانية، التي تناقش آخر هذه التطورات وتأثيراتها.
وفي هذا الصدد، استقبل الرئيس بشار الأسد، اليوم الإثنين معاون وزير الخارجية الإيرانية للشؤون الخاصة علي أصغر خاجي، وبحثا المواضع المشتركة، إلى جانب التشاور بالملفات الدولية والإقليمية في ظل التطورات والمتغيرات الأخيرة، وفقاً لما أكدته الرئاسة السورية.
وتطرّق الرئيس الأسد، خلال اللقاء على اجتماع اللجنة الرباعية بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا المفترض عقدها في حزيران الجاري، مؤكداً على أهمية التنسيق في كل الأمور المرتبطة بهذا الاجتماع وباجتماعات “أستانة”، حيث أفادت الرئاسة السورية، بأن الرئيس الأسد “شدد على وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من القضايا وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني”.
بدوره، أكد خاجي على صحة الرؤية السورية في مختلف الملفات التي يتم التفاوض بشأنها، معرباًعن ارتياح بلاده للتطورات التي تشهدها العلاقات الخارجية السورية على الصعيد العربي خاصة.
وجاءت هذه الزيارة بعد يوم واحد من اتصال هاتفي جرى بين وزيري الخارجية السوري فيصل المقداد، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية بأن المقداد، أطلع عبد اللهيان على الانفتاح الذي طرأ على العلاقات بين دمشق والدول العربية ومشاركة الرئيس بشار الأسد، في قمة الجامعة العربية التي أُجريت في مدينة جدة بتاريخ 19 أيار الفائت، وأضافت الوكالة الإيرانية أن “عبد اللهيان هنأ المقداد بمناسبة النجاحات التي حققتها سوريا في الآونة الأخيرة، واعتبر هذه التطورات إيجابية وبنّاءة”.
كما بحث الجانبان مستجدات العلاقة السورية- الإيرانية، والتطورات التي شهدتها مؤخراً الساحة العربية والإقليمية، وأكدا ضرورة تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين التي تم التوقيع عليها في زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا التي جرت في الأسبوع الأول من آذار الفائت.
وتعقيباً على هذا الاتصال نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية تقريراً عن هذه المحادثة أشارت فيه إلى أنه على الرغم من قلّة التفاصيل التي تم الكشف عنها لكن من الواضح أن هذه المحادثة الهاتفية أظهرت مدى قرب علاقات إيران مع سوريا، لافتة إلى دعم إيران لقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية سيما بعد التقارب الإيراني- السعودي الذي حصل برعاية صينية.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مدير الأبحاث في “منتدى الشرق الأوسط” والصحفي الإسرائيلي “جوناثان سباير” تعليقه على التطورات التي تشهدها سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام بقوله: “الاتصال بالرئيس الأسد مرة أخرى في قمة جامعة الدول العربية في جدة، دليل على إعادة ضبط عامة للوضع، وأعتقد أن عودة سوريا تأتي من عودة إيران إلى العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع الإمارات والسعودية”.