وصل الرئيس بشار الأسد، وزوجته السيدة أسماء الأسد، إلى مطار خانجو في أول زيارة له منذ عام 2004 إلى الصين، وسط ترجيحات بأن الدعوة الصينية للرئيس الأسد، تحمل أهمية كبيرة وتوقيتها له دلالات خاصة.
ووفق ما أعلنته الرئاسة السورية عبر قناتها على “التلغرام” فإن الوفد المرافق للرئيس الأسد هو وفد سياسي واقتصادي، وستشمل عدداً من اللقاءات والفعاليات التي سيجريها الرئيس الأسد والسيدة أسماء الأسد في مدينتي خانجو والعاصمة بكين.
وأفادت صحيفة “الوطن” السورية أن الرئيس الأسد سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية في هانغجو.
احتفاء صيني لافت:
ظهرت حالة الاحتفاء الصيني بزيارة الرئيس الأسد، قبل وصوله، حيث أرسل الرئيس الصيني طائرة رئاسية خاصة لتقل الرئيس الأسد والسيدة عقليته والوفد المرافق، وفق ما نقلته “الوطن” عن مصادر متابعة لتفاصيل الزيارة.
وأقيمت مراسم استقبال رسمية في مطار خانجو الدولي، حيث كان في استقبال الرئيس الأسد وزوجته وزير التجارة وانغ وينتاو، ونائب رئيس المجلس الاستشاري في مقاطعة تشجيانغ جونغ شي وي، والسفير الصيني بدمشق وعقيلته.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، أن الصين ترى في زيارة الرئيس الأسد فرصة لدفع العلاقات مع سوريا إلى مستوى جديد، مؤكدة أن هذه الزيارة ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين.
وبدأ الحديث عن أهمية هذه الزيارة منذ أن تم الإعلان عنها، حيث أجمعت التحليلات أن هذه الزيارة وتوقيتها تحمل أهمية كبيرة لكل من الصين وسوريا.
وتنقسم للزيارة إلى شقين الأول سياسي والثاني اقتصادي:
على الصعيد السياسي:
أشار كبير الخبراء في “المجلس الأطلسي”، ريتش أوتزن، إلى أن “الصين تسعى إلى تعزيز صورتها كميسر دبلوماسي في الشرق الأوسط كما هو الحال مع توسطها في المحادثات السعودية الإيرانية” وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
بدوره، لفت أستاذ الدراسات الدولية في الجامعة الصينية صن يات سين، الدكتور شاهر الشاهر، في مقال نشره موقع “الميادين نت” إلى أن “سوريا تُعد رصيداً استراتيجياً للصين، لا من حيث ثرواتها الطبيعية فقط، بل من زاوية ثقلها الجيو سياسي على صعيد الموقع الجغرافي والمكانة الحضارية، والدور الذي تؤديه في معادلات السياسة الشرق أوسطية”.
أما بالنسبة لسوريا، لفت تحليل نشره موقع “المونيتور” الأمريكي إلى أن “هذه الزيارة تعني تحسن مكانة سوريا في النظام الدولي بعد الحرب”.
على الصعيد الاقتصادي:
في تموز 2021 وصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إلى العاصمة السورية دمشق، وناقش حينها مع الرئيس الأسد رزمة من الملفات الاقتصادية والدبلوماسية المشتركة، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين، والتوافق على الانطلاق نحو مرحلة جديدة في تعزيز العلاقات بين الجانبين، وفتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في كل المجالات، وعام 2022 تم توقيع مذكرة تفاهم في مقر “هيئة التخطيط والتعاون الدولي” في دمشق مع السفارة الصينية بالانضمام إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي تقع سوريا على أحد أبرز طرقها.
وقبل هذه الزيارة بشهر واحد، قالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان، في تصريح صحفي: “الصين لا تحجم عن الاستثمار في سوريا، ولكن آليات العمل فيها تختلف عن أي دولة أخرى، وهناك مساعدات ورسائل ودية”، كاشفة عن وجود “مشاريع مقترحة من قبلنا ومن قبل الصين وهي في مرحلة الإعداد والدراسات، وبرقية الرئيس الصيني تأتي انسجاماً مع الاتفاق الذي وقعته الصين مع إيران، وأرى أنها خطوة متقدمة لتحدي الإجراءات القسرية المفروضة على الشعب السوري في المرحلة القادمة”.
مصلحة اقتصادية متبادلة:
يؤكد الخبراء أن سوريا مهمة اقتصادياً بالنسبة للصين وبرزت أهميتها بشكل أكبر بعد عقد قمة العشرين برئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسط غياب الرئيس الصيني، وتم خلال القمة الحديث عن تفعيل “الممر الاقتصادي” الذي يربط الهند بالإمارات وأوروبا وفلسطين المحتلة، وهو مشروع من شأنه يؤثر على مشروع “الحزام والطريق” الصيني الذي تقع سوريا على أحد أبرز طرقه.
وفي هذا السياق يشير المحلل السياسي الدكتور أحمد الدرزي في مقال نشره موقع “الميادين نت” إلى أن “مع ظهور مشروع إسرائيلي- أمريكي للربط البحري البري بين الهند والإمارات والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة ودول الاتحاد الأوروبي، برزت أهمية الجغرافيا السياسية لسوريا من جديد، وهذا ما يمنح سوريا فرصة جديدة للتعاطي مع الصين بكل المجالات”.
تجمع سوريا والصين علاقات اقتصادية تعود إلى عام 1956، ولم تنقطع هذه العلاقات حتى ضمن الحرب، ففي عام 2021 وصدرت الصين إلى سوريا منتجات وصلت قيمتها إلى 482 مليون دولار، وفقاً لما نقله “مرصد التعقيد الاقتصادي”.