أكد الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف، أن دمشق منفتحة على كافة المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى.
وأكد الرئيس الأسد، أن سوريا تعاملت دائماً تعاملاً إيجابياً وبنّاءً مع كل المبادرات ذات الصلة، لافتاً إلى أن نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها، وفق ما نقلته “الرئاسة السورية”.
من جهته، أكّد لافرنتييف دعم موسكو للمبادرات ذات الصلة بالعلاقة بين سوريا وتركيا من كل الدول المهتمة بتصحيح تلك العلاقة، مشيراً إلى أن “الظروف حالياً تبدو مناسبة أكثر من أي وقت مضى لنجاح الوساطات، وأن روسيا مستعدة للعمل لدفع المفاوضات إلى الأمام، وأن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سورية وتركيا”.
ويتزامن لقاء الرئيس الأسد، بمبعوث الرئيس الروسي، مع اقتراب اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، بمدينة سوتشي في الأسبوع الأول من تموز المقبل، وفق ما نقلته سابقاً صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفي هذا الصدد، أشار المحلل السياسي والخبير بالشأن التركي حسني محلي، في مقالة نشرها موقع “الميادين نت” إلى أن “أوساط مقرّبة من أردوغان، تتوقّع أن يضع هذا اللقاء النقاط على الحروف في طريق المصالحة النهائية بين دمشق وأنقرة”.
كما نقل موقع قناة “الحرة” عن مراقبين قولهم: “يشير الجو العام السياسي والإعلامي على خط أنقرة-دمشق إلى وجود تحركات لا تعرف ماهيتها، سعياً لإعادة استئناف مسار “بناء الحوار” كما يُطلق عليه الجانب التركي”.
كما تشير التقديرات التركية إلى أن دمشق أبدت مرونة في المباحثات التركية- السورية، وقال في هذا الصدد الباحث في الشأن التركي طه عودة أوغلو: “دمشق أبدت مؤخراً نوعاً من المرونة فيما يتعلق بالمباحثات مع أنقرة”.
وخيّم الجمود في الأشهر الأخيرة الفائتة، على مسار التقارب السوري- التركي، إذ قال وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، في 3 آذار الجاري في مؤتمر صحافي، أجراه في ختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي أُجري في أنقرة: “إن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق”، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائهما على هامش المنتدى، الملف السوري بالتفصيل.
يشار إلى أن دمشق تشدد على أنه لن يحدث تقارب مع أنقرة إلّا في حال انسحبت القوات التركية من الشمال السوري، وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية فيصل المقداد، في 4 حزيران الجاري خلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق مع نظيره الإيراني علي باقري كني: “الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان تركيا استعدادها للانسحاب من أراضينا”، مشدداً “لن تطبع العلاقات بين البلدين إلا إذا قالت تركيا في وضح النهار بأنها ستنسحب من الأراضي السورية”.